الرحم.. القرار المكين

قبل أكثر من أربعة عشر قرنًا تحدَّث القرآن الكريم في وقت لم تُعرَف فيه علوم التشريح ولا الأنسجة ولا الأجنة، فقال تعالى: ﴿أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ ۝ فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ۝ إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ ۝ فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ﴾، وقد أُشير إلى الرحم هنا بـ”القرار المكين”، وبنظرةٍ علمية؛ فإن الرحم يوجد في منتصف جسم المرأة طولًا وعرضًا وعمقًا، ما يعني أنه في المنطقة الأكثر أمانًا له لحمايته، فيما يقوم عظم الحوض بحماية الرحم أيضًا ويتناسب مع حجم وشكل الجنين، ومن حكمة الله أن هذا من أشكال الاختلاف الجسدي للمرأة عن الرجل في مظهر عظام الحوض الذي يعد أيضًا من مظاهر جمالها، ويظل يكبر الرحم طوال فترة الحمل حتى يصل إلى الأسبوع السادس والثلاثين ليبلغ نحو 5000 سنتيمتر مكعب، أي بما يعادل ألفي مرة تقريبًا من حجم الرحم الأصلي 2.5 سنتيمتر مكعب.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

ويبدأ الأمرُ بالتقاء الحيوان المنوي بالبويضة ليتم التلقيح، ثم تنقسم البويضة الملقَّحة بشكل كبير لتنغرس في الرحم، وهنا تبدأ أخطر مرحلة في تكوُّن الجنين الذي يكون ضعيفًا للغاية وفي حاجة إلى حماية شديدة حتى تتكوَّن أعضاؤه وأجهزته في الأشهر الثلاثة الأولى، ولعلَّ شكل الرحم الهرمي المقلوب ووضعه الذي يكون في فراغ حوض مثل “الكوبري المعلق” المثبَّت بالأربطة هما الأنسب لتوفير مثل هذه الحماية المطلوبة، بل إن أي خلل في رباط من الأربطة سيؤدي بشكل قاطع إلى الإجهاض، كما أن هناك مصادر أخرى لتثبيت الرحم، ذلك الذي نعرف به دقة الخالق (سبحانه وتعالى) ونصل به إلى أسباب الإجهاض وعدم الحمل، ومن هنا نعرف لماذا أسماه القرآن الكريم بـ”القرار المكين”.

حين يأتي الحمل؛ يكون قوام المرأة أشبه بقوام اللوردات الإنجليز الذين يمشون بفخر، فيكون صدرها وبطنها متجهَين للأمام بسبب الجنين، ويصحبُ ذلك آلام نتيجة الضغط الحادث على العضلات والأربطة، وفترة الحمل هي فترة صعبة ليس في آلامها وإنما في آلية الاستعداد لها والتي يجب أن تكتسب الأسرة والمرأة المعرفة اللازمة للتعامل معها كونها أهم أساليب الوقاية التي تحمي الحامل وجنينها من مخاطر شديدة شائعة.

ويستعرض هذا الكتاب أهم ما يجب معرفته بخصوص الحمل وأسبابه وكيفية التعامل مع أعراضه، وسُبُل التغذية الصحية والتعامل مع الأمراض الشائعة في هذه الفترة، لذا فهو بمثابة دليل طبي سهل اللغة للتعامل الصحيح مع الحمل.

عاطف لماضة: هو طبيب بشري ومؤلف في مجال الثقافة الصحية، نال درجة البكالوريوس في طب الأمراض النفسية والعصبية بكلية الطب جامعة الأزهر، ومن أفضل مؤلفاته:

تغذية الطفل.. بين شغف الأمهات وحقائق العلم.

السكر.. الصديق اللدود.

العقم عند الرجل والمرأة.