تجليات الأزمة البيئية
تجليات الأزمة البيئية
تزايَد معدل بث الغازات مثل غاز ثاني أكسيد الكربون وغيره في الغلاف الجوي، مما أدى إلى تزايد درجة حرارة الكوكب بصورة منتظمة، هذا الارتفاع في درجة الحرارة كان يحدث في الماضي على مدار آلاف السنين، أما اليوم فالتغير المناخي يحدث بصورة متسارعة مما قد يمنع التكيف التدريجي للمجتمعات.
إلى جانب أزمة التغير المناخي، هناك أيضًا أزمة التنوع الحيوي، ومؤشرها الأبرز هو اختفاء أنواع من الكائنات الحية؛ ففي عام 2006 نشر الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة أنه من بين 40 ألف نوع من الحيوانات المهددة التي تمت دراستها هناك 16 ألف منها مهدد بالانقراض.
هناك أيضًا أزمة التلوث، وتظهر جليةً في تدهور المحيطات بصورة محسوسة، فعلى سبيل المثال من المقدّر أن 1800 قطعة بلاستيك تطفو على سطح كل كيلو متر مربع في المحيط، كما أن التنوع الحيوي الذي كان موجودًا في أعماق المحيطات بدأ في الاضطراب بسبب الصيد والبحث عن البترول. كما أن هذا التلوث الموجود يؤثر في صحة الإنسان، فكل التحليلات التي تمت لبلازما الدم في البلاد المتقدمة تُظهر أن الكبار ملوَّثون بسبب تعرضهم لمجموعة كبيرة من المنتجات الكيميائية التي توصف بأنها “موترات غددية”، ويدور النقاش بين العلماء حول العلاقة بين التلوث الكيميائي الذي يتعرض له الأفراد عن طريق الماء والغذاء والجو وبين التزايد المنتظم لأمراض السرطان.
وترجع هذه الأزمة البيئية وتجلياتها إلى النشاط الاقتصادي الحالي الذي يقوم على الاستهلاك، والسؤال هنا: لماذا يبقى الحال على ما هو عليه دون تغيير؟
الفكرة من كتاب كيف يدمر الأثرياء الكوكب
في كتابه “كيف يدمر الأثرياء الكوكب؟” يحاول هيرفي كيمف مناقشة الأزمة الاجتماعية الناتجة عن التفاوت الرهيب بين الأثرياء والفقراء، ومناقشة الأزمة البيئية التي نتجت عن تسميم المجال الحيوي، ويشير إلى ضرورة التصدي لهذه الأزمات، لكن الطغمة -وهم فاحشو الثراء- لا يريدون تغيير الوضع الراهن لأنهم مستفيدون من هذه الأزمات، ومن ثم يحاولون إقناع الآخرين أن كل البدائل مستحيلة وأن الطريق الوحيد متمثل في النمو الدائم للثروة.
مؤلف كتاب كيف يدمر الأثرياء الكوكب
هيرفي كيمف: هو صحفي فرنسي مهتم بقضايا البيئة والصراعات الدولية، أسس صحيفة “Repoterre”، كما يعمل مسئولًا عن قسم البيئة في صحيفة “Le monde” الفرنسية.
من مؤلفاته: كتاب “الخروج من الرأسمالية”، وكتاب “كفى للطغمة ولتحيا الديمقراطية”.
معلومات عن المترجم:
أنور مغيث: أستاذ الفلسفة المعاصرة بكلية الآداب بجامعة حلوان، له العديد من الدراسات المنشورة في مجالي الفكر العربي المعاصر والفلسفة، ومن الكتب التي ترجمها من الفرنسية إلى العربية: كتاب “نقد الحداثة” لآلان تورين، وكتاب “في علم الكتابة” لجاك دريدا.