ما الهندرة؟
ما الهندرة؟
هنا سوف نتحدَّث عن آخر طريقة من طريق التغيير وهي التغيير بطريقة الهندرة، أو يمكننا أن نطلق عليها “إعادة البناء الشاملة”؛ إنها طريقة تغيير جذري وضعها هامر وجيمس شامبي في كتاب أسمياه “إعادة هندسة نظم العمل في المنظمات”، ومفهوم الهندرة يأتي بمعنى البدء من نقطة الصفر لترميم الوضع، وبالمعنى العلمي فهو إعادة التفكير المبدئي وتصميم العمليات الإدارية بصفة جذرية، حتى تظهر تحسينات جوهرية ممتازة.
وقد يختلط على بعض الناس هذا الأسلوب فيشبِّهونه بأساليب أخرى لا سيما الذين لا يحسنون فهم المصطلح، ولكن أسلوب الهندرة متفرِّد بذاته ولا يشبه الأساليب الإدارية الأخرى، فهو لا يعدُّ إعادة تأهيل، كما أنه يختلف عن أساليب تحسين الجودة، فالهندرة تعني البدء من جديد على ورقة بيضاء خالية من أي افتراضات مسبقة، مع ابتكار أساليب جديدة، وتستهدف الهندرة العمليات وليس التنظيمات، وعلى هذا فإن الشركات لا تهندر الإدارات وإنما تهندر العمل نفسه، وتتميَّز الهندرة بعدة خصائص، مثل أنها تدمج وظائف في وظيفة واحدة، وتؤدي هذه العمليات المدمجة لخفض التكاليف الإدارية وتحسن مستوى المراقبة بواسطة عدد أقل من الموظفين، ما يسهل عملية توزيع المسؤوليات، ومما تتميز به الهندرة أيضًا أنه لا يتم وضع خطوات ترتيبية متتالية للعمل، وبالتالي يكون هناك سرعة في الإنجاز حيث يمكن أن تنفذ عدة خطوات في وقت واحد أو قد ينخفض الوقت المستغرق بين خطوات العمل الأولى والأخيرة، كما أن من المهم في عملية الهندرة إنجاز العمل في مكانه وينتج عن هذا حصول الإدارات على احتياجها من المواد بسرعة أكبر وتكاليف أقل.
وعند تطبيق عملية الهندرة تحدث تغيرات في بيئة العمل من أهمِّها تحوُّل وحدات العمل من إدارة وظيفية تخصصية إلى فرق عمليات، وتحوُّل الوظائف من مهام بسيطة إلى أعمال مركَّبة، وهنا يصبح العمل أكثر إقناعًا بسبب شعور التحفيز الذي يشعر به الموظفون، حيث يميلون إلى الإنجاز والتحدِّي.
وكذلك تتحوَّل القيم من حمائية إلى إنتاجية ويتحوَّل المديرون من مشرفين إلى موجهين، وعلى هذا يصبح مديرو الشركة كالمساعدين للموظفين حتى يقوموا بأعمال أكثر إبداعًا.
الفكرة من كتاب الطريق إلى لا
من منَّا لا يريد أن يكون ضمن المؤثرين في هذه الحياة؟ إن تغيير ما حولنا إلى الأفضل يستلزم فكرًا واعيًا وأسلوبًا مبدعًا وهمَّةً عالية، حيث إن التغيير لا يأتي على طبق من ذهب، وعلى الرغم من ميل الكاتب إلى التركيز على التغيير الإداري الخاص بالشركات والمؤسسات فإنه يتطرَّق إلى جوانب تفيدنا في التغيير على المستوى الشخصي والاجتماعي، ولكن المهم قبل أية خطوة للتغيير أن نبدأ بأنفسنا قبل أن نُسلِّط الضوء على المجتمع، يقول غاندي: “كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم”.
مؤلف كتاب الطريق إلى لا
الدكتور علي حسين أحمد الحمادي: باحث وكاتب ومؤلف إماراتي، وهو داعية إسلامي، وإعلامي، قدَّم العديد من البرامج التدريبية والمحاضرات في العديد من الدول العربية والأجنبية، حاصل على دكتوراه في التطوير الإداري من بريطانيا ومؤسس ورئيس مجلس إدارة مركز التفكير الإبداعي بدولة الإمارات العربية المتحدة.
من أبرز مؤلفاته: “مبدعون عبر التاريخ”، و”الكنز الذي لا يكلِّف درهمًا”، و”فن إدارة الاجتماعات”.