كن قدوة جيِّدة
كن قدوة جيِّدة
بالتأكيد قد سمعنا جميعًا عن أسلوب التغيير بالإقناع والمفاوضة، إنه من أكثر طرق التغيير فاعليَّة، ولكنه يحتاج إلى دراية كافية، ولقد فاوض رسولنا (صلَّى الله عليه وسلَّم) كثيرًا ممن يجادلون في الدين، وكانت قريش ترسل إليه من يفاوضه ويغريه، ولكن نبينا محمد (صلَّى الله عليه وسلَّم) ولنا فيه أسوة حسنة كان حسن الخلق وعلى قدر عالٍ من الأدب وحسن الإصغاء، ما يجعل الطرف الآخر يلين لكلامه (صلَّى الله عليه وسلَّّم).
إن مهارة الإقناع لا توجد لدى جميع الناس كما أن لها قواعد ومبادئ، فهي فنٌّ من الفنون المهمَّة للتغيير، لذا على المفاوض أن يراعي حسن التعامل والتركيز على كسب مودة الطرف الآخر، كما أن من المهم أن يمتلك الطلاقة اللفظية والمرونة وحسن الإنصات.
وإذا كان المغيِّر على قدر عالٍ من تطوير إمكانياته الأخلاقية فمن الممكن أن يغيِّر في الآخرين شيئًا كونه قدوةً لهم، وكما يسمي المربون هذا النمط من الأساليب “التربية بالقدوة”، فكثير من المؤثرين يعظم تأثيرهم بسبب صدقهم في أقوالهم وأفعالهم وتركيزهم على إصلاح أنفسهم، ما يجعلهم محلَّ قدوة لغيرهم من الناس.
وهناك أسلوب آخر يشبه أسلوب الاقتداء وهو التغيير بالمقارنة الرجعية، وهذا يحدث عندما تحاول مؤسسة ما تقليد مؤسسة أخرى، عن طريق اتباع منهجهم في العمل أو أسلوبهم في الأداء، وهذا الأسلوب له العديد من المزايا حيث إنه يختصر الوقت، كما أن من السهل استخدامه لأنه أسلوب ناجح ومجرَّب، ومع ذلك ينبغي مراعاة الضوابط في استخدام هذا النمط من التغيير مثل التأكد من أن البيئتين بينهما شبه وتطابق، واستشارة القائمين على التنفيذ لأنهم على دراية بواقعهم، والعمل على تطويع التجربة لتتوافق مع بيئة جديدة، والانتباه لأهمية الإبداع والتجديد وضرورتهما، فلا ينصح بالإفراط في استخدام هذه الطريقة، فمن الأفضل أن يبتكر الفرد ويبدع، ثم بعد ذلك يمكنه الاستفادة من تجارب الآخرين.
الفكرة من كتاب الطريق إلى لا
من منَّا لا يريد أن يكون ضمن المؤثرين في هذه الحياة؟ إن تغيير ما حولنا إلى الأفضل يستلزم فكرًا واعيًا وأسلوبًا مبدعًا وهمَّةً عالية، حيث إن التغيير لا يأتي على طبق من ذهب، وعلى الرغم من ميل الكاتب إلى التركيز على التغيير الإداري الخاص بالشركات والمؤسسات فإنه يتطرَّق إلى جوانب تفيدنا في التغيير على المستوى الشخصي والاجتماعي، ولكن المهم قبل أية خطوة للتغيير أن نبدأ بأنفسنا قبل أن نُسلِّط الضوء على المجتمع، يقول غاندي: “كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم”.
مؤلف كتاب الطريق إلى لا
الدكتور علي حسين أحمد الحمادي: باحث وكاتب ومؤلف إماراتي، وهو داعية إسلامي، وإعلامي، قدَّم العديد من البرامج التدريبية والمحاضرات في العديد من الدول العربية والأجنبية، حاصل على دكتوراه في التطوير الإداري من بريطانيا ومؤسس ورئيس مجلس إدارة مركز التفكير الإبداعي بدولة الإمارات العربية المتحدة.
من أبرز مؤلفاته: “مبدعون عبر التاريخ”، و”الكنز الذي لا يكلِّف درهمًا”، و”فن إدارة الاجتماعات”.