موارد طبيعية
موارد طبيعية
إن الماء والتربة هما العنصران الأساسيان في عملية الزراعة، فلو اجتمعا معًا ستصبح الزراعة ممكنة.
وقد تختلف كمية الماء اللازمة لإنتاج قدر معيَّن من الغذاء تبعًا لنوعية هذا الغذاء، فالغذاء النباتي يحتاج قدرًا أقلَّ من الغذاء الحيواني، والتقدُّم التكنولوجي بصفة عامَّة يؤدي إلى استهلاك المجتمعات للمياه بسبب الاستهلاك المنزلي والزراعة والصناعة، حيث إن الصناعة تحتاج إلى كمية كبيرة من الماء أيضًا تبعًا لنوعها، وفي القديم كان الإنسان يجد حاجته من الماء بسهولة، ولكن مع الزيادة السكَّانية تضاعف الاستهلاك، حتى إن بعض الأمكان أصبحت تشتكي عدم كفايته.
وفي الوطن العربي نمتلك ثلاثة مصادر للماء، الأنهار والأمطار والماء الأرضي، ففي مصر مثلًا يمكننا القول إن نهر النيل هو المصدر الوحيد للماء، بينما في العراق نجد دجلة والفرات يوفران جزءًا كبيرًا وتوفر الأمطار الجزء الباقي، وفي اليمن يُعدُّ المطر هو المورد الأساسي، لذا فإن هناك اختلافًا من مكان إلى آخر، وقد أتاح التقدُّم التكنولوجي العديد من الوسائل للاستفادة من المياه المتاحة لقطاع الزراعة، مثل تطوير وسائل نقل المياه، وتطوير أسلوب الري الحقلي، وإعادة استخدام المياه، كما أن التكنولوجيا قد وفَّرت أساليب عديدة لإزالة ملوحة المياه.
أمَّا بالنسبة للتربة، فقد أدَّت زيادة السكَّان وتطوير التكنولوجيا إلى تأثير واضح في التربة الزراعية، حيث إن التكنولوجيا الحديثة لديها القدرة على زيادة خصوبة التربة أو تدميرها.
وتحتاج جذور النباتات إلى الرطوبة والهواء بشكل متوازن حتى تنمو بشكل طبيعي، فإذا امتلأت بالماء تختنق، وكذلك إذا لم يوجد الماء الكافي تموت عطشًا حتى لو توافر الهواء، كما أنه يجب الانتباه لعدم تعريض التربة لعوامل التعرية، حيث إن الزراعة في أراضي الري المطري يمكن أن تصل إلى ذلك، كذلك زراعة محصول واحد في نفس الأرض بشكل متكرر، يؤدي إلى خفض خصوبتها.
الفكرة من كتاب التكنولوجيا الحديثة والتنمية الزراعية في الوطن العربي
أصبحت قضية الغذاء من أهم القضايا التي تشغل حيزًا في الوطن العربي، نظرًا إلى التزايد الملحوظ في عدد السكَّان، وهنا تأتي دور التكنولوجيا الحديثة وأهمية إظهار فاعليتها من أجل استثمار الموارد وتحقيق أهداف الأمن الغذائي.
مؤلف كتاب التكنولوجيا الحديثة والتنمية الزراعية في الوطن العربي
الدكتور محمد السيد عبد السلام: مصري الجنسية، وُلِدَ في محافظة الفيوم بجمهورية مصر العربية عام 1937، حاصل على بكالوريوس العلوم الزراعية من جامعة عين شمس عام 1958، كما أنه حصل على الدكتوراه من جامعة جلاسجو بالمملكة المتحدة، وعمل خبيرًا للقطن في الجمهورية العراقية، وله عدد من الدراسات والمقالات في مجال التنمية الزراعية، من أبرز مؤلفاته كتاب: “تكنولوجيا إنتاج وتصنيع تأليف القطن المصري“، وشارك مع جان ألكسان في كتاب “تكنولوجيا وإنتاج الصوف“.