في مجال التعليم
في مجال التعليم
وفي مجال التعلُّم والتعليم هناك أمور يجب مراعاتها، ومنها شعور الجاهل، والترفُّق به عند تعليمه إن أخطأ، ومن ذلك قصة الأعرابي الذي بال في المسجد فنهى النبي الصحابة أن يقطعوه، ثم علَّمه أن المساجد لا تصلح لذلك، وكان ذلك الأعرابي بعد أن فقه في الدين يقول عن النبي “بأبي أنت وأمي فلم يؤنب ولم يسب”، ومما يراعى أيضًا شعور من نسي شيئًا يعلمه، وقد عطس رجل عند بن المبارك ونسي أن يحمد الله، فسأله ابن المبارك ماذا يقول العاطس إذا عطس؟ فقال الرجل يقول الحمد لله، فقال له يرحمك الله، وذلك من حسن أدبه وتذكيره بلطف، وكذلك من المهم مراعاة شعور من اعتاد خطأً أو ذنبًا وألفه، لأنه يصعب عليه تركه، وإذا وُجد البديل أُرشد إليه، وفي الشريعة الإسلامية عن كل محرم بديلٌ من الحلال الطيب.
ومما يراعى أيضًا إن كان السؤال مما يستحيا منه، فلا يمتنع عنه صاحبه، ولكن يراعي شعور من يسأله، ويتبع أسلم الطرق وأكثرها رفعًا للحرج، ومن ذلك فعل علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) حين قال: “كنت رجلًا مذَّاءً فاستحييت أن أسأل رسول الله فأمرت المقداد بن الأسود أن يسأل النبي لمكان ابنته”، ومن ذلك يفهم كل عاقل تجنُّب ذكر ما يخصُّ الجماع أمام أصهاره وأقارب زوجته.
وكان النبي (صلوات الله وسلامه عليه) يراعي شعور طلبة العلم صغار السن الذين يفارقون أهلهم، فعن مالك بن حويرث قال: أتينا رسول الله (ﷺ) ونحن شبَبَة متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلة، وكان رسول الله (ﷺ) رحيمًا رفيقًا، فظن أنا قد اشتقنا أهلنا، فسألَنَا عمن تركنا من أهلنا، فأخبرناه، فقال: ارجعوا إلى أهليكم، فأقيموا فيهم، وعلِّموهم”.
الفكرة من كتاب مراعاة المشاعر
يقول تعالى في كتابه الكريم: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾، إذ إن من الأخلاقيات التي حثَّ عليها الإسلام الإحسان إلى الناس والتلطُّف بهم، ومراعاة مشاعرهم وجبر خواطرهم، وجعل في تشريعاته نصيبًا لحفظ العلاقات الإنسانية، وتوثيق عُرى الأخوة بين المسلمين، وكانت حياة النبي (ﷺ) خير تطبيق عملي على ذلك، وصحابته من بعده، ولنا فيهم أسوة حسنة.
مؤلف كتاب مراعاة المشاعر
محمد صالح المنجد: داعية سوري، ولد عام 1961 في السعودية، ونشأ وعاش حياته فيها، حاصل على البكالوريوس من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، اشتغل بالدعوة بعد عمر الثلاثين بتوجيه من الشيخ بن باز، وله نتاج دعوي كبير، كما كان من أول المستخدمين للإنترنت في العمل الدعوي بتأسيسه موقع الإسلام سؤال وجواب منذ عام 1997، وهو أول موقع إسلامي على الإنترنت، ويشرف عليه وعلى مجموعة مواقع الإسلام وعددها تسعة، وتنشر محتواها الدعوي بعشر لغات مختلفة، وهو المشرف العام على منصة زاد لتعليم العلوم الشرعية، وله عدد كبير من المؤلفات منها:
كيف عاملهم.
كيف تقرأ كتاًبا.
مشروعك الذي يلائمك.
الأساليب النبوية في علاج الأخطاء.