في المجلس

مما تراعيه الشريعة الإسلامية في المجلس، استئذان المتجاورين في المجلس قبل الجلوس إليهم ويقول (ﷺ) في ذلك: “إذا تناجى اثنان فلا تجلس إليهما حتى تستأذنهما” وذلك حتى لا يشق عليهما إن كان بينهما مودة وائتمان سر وحديث يودان كتمانه، وكذلك يوصي الإسلام بألا يتناجى عدد دون واحد، وفي ذلك يقول تعالى: ﴿إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا﴾، ويقول (ﷺ): “إذا كنتم ثلاثة  فلا يتناجى اثنان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس، من أجل أن ذلك يحزنه”، فانظر كيف ينهى القرآن والسنة عن هذا الفعل نهيًا واضحًا فقط حتى لا يحزن المؤمن وتخالطه الظنون من قول أصحابه دونه.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وكذلك نهى الإسلام عن أن يقيم أحد الآخر من مكانه ليجلس فيه، فمن جلس في مكان فهو به أحق، وبخاصةٍ في العبادات والصفوف الأولى في الصلوات التي يزيد فيها أجر من سبق، ويقول (ﷺ): “لا يقيم الرجلُ الرجلَ من مقعده ثم يجلس فيه، ولكن تفسحوا وتوسعوا”، بل ذهب إلى أبعد من ذلك أنه لما قام رجل للآخر ليقعده مكانه بإرادته نهاه النبي عن أن يفعل.

ومن الشريعة أيضًا مراعاة شعور الكبير ومنحه الأولوية للجلوس وللكلام، وقد قدِم أبو بكر (رضي الله عنه) إلى النبي بعد فتح مكة وهو يصحب أباه يقوده فقال له (ﷺ): “هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه”، وقد قدم على النبي نفر فتحدث أصغرهم فقال النبي “كبِّر الكُبْر”، يعني بذلك أن يتحدث أكبرهم، وذلك من احترام ذي السن ما دام ذا أهلية، وذلك حتى في الإمامة للمصلين وفي الولاية في النكاح، فيقدم الأكبر سنًّا عند تساوي الفضائل.

يقول تعالى في كتابه الكريم: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾، إذ إن من الأخلاقيات التي حثَّ عليها الإسلام الإحسان إلى الناس والتلطُّف بهم، ومراعاة مشاعرهم وجبر خواطرهم، وجعل في تشريعاته نصيبًا لحفظ العلاقات الإنسانية، وتوثيق عُرى الأخوة بين المسلمين، وكانت حياة النبي (ﷺ) خير تطبيق عملي على ذلك، وصحابته من بعده، ولنا فيهم أسوة حسنة.

محمد صالح المنجد: داعية سوري، ولد عام 1961 في السعودية، ونشأ وعاش حياته فيها، حاصل على البكالوريوس من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، اشتغل بالدعوة بعد عمر الثلاثين بتوجيه من الشيخ بن باز، وله نتاج دعوي كبير، كما كان من أول المستخدمين للإنترنت في العمل الدعوي بتأسيسه موقع الإسلام سؤال وجواب منذ عام 1997، وهو أول موقع إسلامي على الإنترنت، ويشرف عليه وعلى مجموعة مواقع  الإسلام وعددها تسعة، وتنشر محتواها الدعوي بعشر لغات مختلفة، وهو المشرف العام على منصة زاد لتعليم العلوم الشرعية، وله عدد كبير من المؤلفات منها: 

كيف عاملهم.

كيف تقرأ كتاًبا.

مشروعك الذي يلائمك.

الأساليب النبوية في علاج الأخطاء.