مرحلة لا نحبها جميعًا.. حين تنقلب الأوضاع
مرحلة لا نحبها جميعًا.. حين تنقلب الأوضاع
العجيب أن القزمين لم يفكِّرا في مصدر ذلك الجبن، بل انشغلا بالسعادة القائمة على وجود جبن يكفيهم مدى الحياة، وشعرا في هذه المحطة بأنها مكانهما وبالفعل انتقلا إلى الإقامة بالقرب منها وأقاما نوعًا من الحياة الاجتماعية حولها، فقد رأى الصديقان أنهما يستحقان هذا الجبن كونهما قد عملا بجدٍّ ولوقت طويل لإيجاده، وبعد فترة من الزمن تحوَّلت تلك الثقة في إيجاد الجبن كل يوم إلى تكبر وغطرسة لدرجة أنهما تغافلا عن كل ما يحدث، أما الفأران سنيف وسكوري فكانا يذهبان يوميًّا لتناول الجبن وتحسُّس المكان لرؤية ما إذا حدث تغيير عن اليوم السابق، وفي أحد الأيام عندما وصلا إلى المحطة اكتشفا انتهاء مخزون الجبن لكنهما لم يندهشا كونهما قد لاحظا التناقص المستمر له، وحينها لم يغاليا في تحليل وتفسير ما حدث، هما فقط تبادلا النظر وهمَّا بالنهوض وانطلقا سريعًا للبحث عن جبن جديد.
في وقت متأخِّر من ذلك اليوم؛ وصل القزمان هيم وهاو إلى محطة الجبن وفي بالهما أن وجود الجبن أمرٌ مُسلم به، لكن الصدمة والمفاجأة هنا أنهما لم يجداه، وصاح هيم في غضب واندهاش وكأن هناك من سيأتي له بالجبن عندما يفعل ذلك، ولم يستطِع القزمان تصديق ما حدث، بل في اليوم التالي ذهبا إلى محطة الجبن “ج” مرة أخرى متوقعين إيجاد الجبن، وكانا في حيرة وارتباك ولم يعرفا كيف يتصرفان حيال ما حدث، وهذا “هيم” الذي يحاول تحليل الموقف والتفكير فيما حدث، وعلى الجانب الآخر بحث سنيف وسكوري في المتاهة بجميع الممرات ولم يشغلهما سوى البحث عن جبن جديد وبعد فترة طويلة من عدم إيجاد أي شيء تمكَّنا أخيرًا من الوصول إلى محطة الجبن “ن” التي وجدا فيها مخزونًا هائلًا للجبن بينما لا زال هيم وهاو يقيِّمان الموقف الحادث لهما في محطة الجبن “ج”.
الفكرة من كتاب من الذي حرَّك قطعة الجبن الخاصة بي؟
في فترة من فترات حياتِنا نمرُّ بمواقف تنقلب فيها الأوضاع رأسًا على عقِب وتتغيَّر الأمور بما لم نرغبه دومًا ولطالما تخوَّفنا من حدوثه، وهذا التغيير قد يكون متعلقًا بالعمل والحياة المهنية أو العلاقات في حياتنا الشخصية، وما يحدث هنا أن أغلبُنا يمرُّ بحالة من الارتباك والتخوُّف، وقد يقف منتظرًا عودة الأمور إلى مجراها شاغلًا نفسه بالتحليل الدقيق لفهم سبب تغيُّرِها!
يناقش هذا الكتاب في إطار قصصي سهل اللُّغة هذه المشكلة، ويُمثل أبطالها بفأرين يعيشان حياة الفطرة، وقِزمَيْن بشريين تناسيا الفطرة التي وَجَب استخدامها بالعقل، كما يستخدم قطعة الجبن في إشارة إلى ما نريد الحصول عليه في حياتنا كالوظيفة أو العلاقات الناجحة أو المال أو السلام الروحي أو أي أمر ترتبط به السعادة، وأبطال القصة يعيشون داخل متاهة تُمثل المكان الذي يمضي فيه المرء وقته باحثًا عن ضالَّته المنشودة.
مؤلف كتاب من الذي حرَّك قطعة الجبن الخاصة بي؟
سبِنْسَر جونسون: هو مؤلف أمريكي ومحاضر في مجال النمو الشخصي والأعمال التجارية وأساليب الإدارة، وقد حصل على درجة الليسانس في علم النفس من جامعة جنوب كاليفورنيا، كما نال درجة الدكتوراه من الكلية الملكية للجراحين بأيرلندا، وله مؤلفات في مجال الطب وجراحة القلب، وقد تُرجمت كتبه إلى أكثر من ست وعشرين لغة، كما دخل كتابه هذا “من الذي حرَّك قطعة الجبن الخاصة بي؟” قائمة نيويورك تايمز لأكثر الكتب مبيعًا، ومن أبرز مؤلفاته:
الهدية.. سر الاستمتاع بعملك وحياتك.
المدير ذو أسلوب الدقيقة الواحدة.
قمم ووديان.
كينيث بلانشارد: هو مؤلف ومحاضر في الإدارة، حصل على درجة ماجيستير الفن في علم الاجتماع في جامعة كولغيت، ومن أشهر مؤلفاته كتاب “المدير ذو أسلوب الدقيقة الواحدة” بالتعاون مع سبنسر جونسون، وكتاب “حوت منجز! قوة العلاقات الإيجابية”.