الارتباط بالله يعني استخدام العقل
الارتباط بالله يعني استخدام العقل
مزج الإسلام بين الارتباط بالله والعمل، فكم من شخصٍ نجده غارقًا في التسويف والمماطلة للبدء بالسعي نحو هدفه لكنه في داخله كان صاحب هدف وينوي رضا الله والنجاح في حياته، لكن النية وحدها لا تكفي، وقد أشار الكاتب إلى أن الله (سبحانه وتعالى) قد ميزنا بالعقل لأربعة أسباب أولها الاستدلال، ويعني هنا معرفة خالق الكون بخلقه ومعجزاته، ثم المعرفة التي تأتي كسبب للاستدلال ونحصل عليها من العلماء، ثم المهارة التي لا تأتي إلا بالممارسة بعد المعرفة، وأخيرًا الابتكار وهو أعلى مراتب وصول العقل لتحقيق كل شيءٍ جديد في هذه الحياة وعلى هذا الكوكب ما نرى من أمثلةٍ واضحة خصوصًا في أمور التكنولوجيا.
ولا يتحلَّى المرء برؤيةٍ واضحة لما يريد، إلا وتجده يحقِّق ما عجز عن توقعه توقعًا منطقيًّا، فالإخوة جويس لم يمهدا الطريق ويصنعا أول طائرة حقيقية إلا برؤيةٍ واضحة لم يرها أي شخص حولهما حينها، ويجدر بنا هنا أن نعلم أن الرؤية هي الشعور والمعرفة واليقين بأن ما نسعى إليه يتحقق بإذن الله، بينما الأهداف هي الخطوات التي تؤدي إلى تلك الرؤية، ثم نجد أن الصواب أن لا يصبح الإنسان عبدًا لأهدافه وإنما يتخذها وسيلة لغاية أكبر.
وبالحديث عن الغاية، فهي ما يجعل الهدف مستمرًّا، وذلك لو أصبح الهدف محددًا بنهاية فقد يواجه المرء مشاكل تجعله يفقد معنى حياته، وهذا ما نراه جليًّا في أناسٍ حقَّقوا من الشهرة ما حقَّقوا ثم تجدهم فجأة يسقطون إلى الهاوية حتى أنك تشفق على حالهم، وعلى هذا فالحل أن يجعل المرء رؤيته مرتبطة بالله تعالى حتى يحقق التوازن بين الدنيا والآخرة وأن يعلم أن هناك ما هو أكبر من تحقيق هدفٍ دنيوي مهما بلغ.
الفكرة من كتاب الطريق إلى الامتياز
لماذا نجد أناسًا متميزين فيما يفعلونه بشكل يجعلنا نتمنَّى أن نكون مثلهم ولكن نواجه صعوبة في ذلك؟ ولماذا نشعر أننا نمتلك الرغبة في تحقيق ما يعني التميز في حياتنا لكننا نتعثر أمام حاجز عدم معرفة كيف نبدأ؟ وإذا بدأنا فما هي إلا خطوات بسيطة ثم نملُّ راغبين عنها، هل يتوجَّب علينا فعلًا أن نمتلك أهدافًا أم أن الأمر أبسط من كل هذا؟
تميز “الفقي” في كتابه الطريق إلى الامتياز بأن جعله قصة لشاب تائه في حياته كالذي انقطعت عنه أسباب تحقيق ما يتوجَّب تحقيقه، لكنه لم ييأس في البحث عن رجلٍ حكيم نصحوه به، وبالفعل وجده بعد عناء، لتبدأ رحلة النصائح الثمينة.
مؤلف كتاب الطريق إلى الامتياز
إبراهيم الفقي (1950-2021)، هو مدرب ومتحدث تحفيزي، ورئيس مجلس إدارة المركز الكندي للتنمية البشرية، ورئيس مجلس إدارة مجموعة شركات إبراهيم الفقي العالمية، مثَّل مصر في بطولة العالم لرياضة تنس الطاولة عام 1969 بألمانيا الغربية بعد حصوله على بطولة الجمهورية، وقد اشتهر بمحاضراته التحفيزية التي استطاع من خلالها تدريب أكثر من 600 ألف شخص حول العالم باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية.