مبادئ نفسية لا غنى عنها للامتياز
مبادئ نفسية لا غنى عنها للامتياز
ولعلَّ الطريق إلى الامتياز هو أمرٌ كبير بالفعل، لكنه يتكون من تفاصيل صغيرة أساسها يكمن في التفاؤل وحسن الظن بالله، وكذلك حسن الخلق على المستوى الشخصي مع العائلة والأصدقاء أو على المستوى المهني مهما وصلت من مكانةٍ، وإذا نظرنا حولنا سنجد أن المتميزين يتمتعون بحسن الخُلق ويتخذون قراراتهم على هذا الأساس.
والمبدأ الأول في الطريق نحو الامتياز هو أن تكون قليل الكلام كثير الإنصات لمن حولك، ولعلك لاحظت أن من يستمع أكثر مما يتكلم هو أكثر من يتعلم، كما أن عليك كمسلم حين تحدد هدفك ورؤيتك لحياتك أن تربطه بالنجاح في الدنيا والآخرة، وأن تُدرك أن السعادة ليست فقط في جمع المال، وإنما في استشعار كل لحظةٍ هي نعمة رُزقت بها حتى نسمات الهواء التي تستطيع رئتاك استقبالها بأريحية دون ألم، وكذلك استيقاظك كل يوم ووجود أشخاص يهتمُّون بأحوالك، وعليك أيضًا أن تعفو عند المقدرة ولا تتجبَّر بلسانٍ أو بمكر، فما هذه الدنيا إلا كالريح تمضي فتصبح صغيرة بعيدة، كما أن العفو يجعلك تركِّز على نجاحك لا على إعاقة غيرك أو الانتقام منهم مثلًا، واعلم أن من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه، مهما كان هذا الشيء كفعلٍ أو أي عادةٍ كانت.
ويلي ذلك أن تتكلَّم بالحكمة، بمعنى أن تبتعد عن ما ليس له أهمية من الكلام، وعندما تتكلم تحرَّ الهدوء واضبط لسانك وامتلك الخلفية والمعلومات حول ما تتكلم، وينصح في هذه الحالة أن تتبع كلامك بمدح صادق بسيط لمستمعيك، وذلك لأن العقل البشري غالبًا ما يركِّز على آخر ما نقوله أكثر من أي كلام مسبق.
الفكرة من كتاب الطريق إلى الامتياز
لماذا نجد أناسًا متميزين فيما يفعلونه بشكل يجعلنا نتمنَّى أن نكون مثلهم ولكن نواجه صعوبة في ذلك؟ ولماذا نشعر أننا نمتلك الرغبة في تحقيق ما يعني التميز في حياتنا لكننا نتعثر أمام حاجز عدم معرفة كيف نبدأ؟ وإذا بدأنا فما هي إلا خطوات بسيطة ثم نملُّ راغبين عنها، هل يتوجَّب علينا فعلًا أن نمتلك أهدافًا أم أن الأمر أبسط من كل هذا؟
تميز “الفقي” في كتابه الطريق إلى الامتياز بأن جعله قصة لشاب تائه في حياته كالذي انقطعت عنه أسباب تحقيق ما يتوجَّب تحقيقه، لكنه لم ييأس في البحث عن رجلٍ حكيم نصحوه به، وبالفعل وجده بعد عناء، لتبدأ رحلة النصائح الثمينة.
مؤلف كتاب الطريق إلى الامتياز
إبراهيم الفقي (1950-2021)، هو مدرب ومتحدث تحفيزي، ورئيس مجلس إدارة المركز الكندي للتنمية البشرية، ورئيس مجلس إدارة مجموعة شركات إبراهيم الفقي العالمية، مثَّل مصر في بطولة العالم لرياضة تنس الطاولة عام 1969 بألمانيا الغربية بعد حصوله على بطولة الجمهورية، وقد اشتهر بمحاضراته التحفيزية التي استطاع من خلالها تدريب أكثر من 600 ألف شخص حول العالم باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية.