الجمال وأنت
الجمال وأنت
ينشغل الكثيرون بالاهتمام بكل شيء حولهم وكل شخص، لكن لا ينشغل بالاهتمام بنفسه، جسدكِ سيدتي يعبر عن جمالكِ الخاص وعنايتك الخاصة به لا تأخذ من مسؤولياتك، فلماذا ليس لديكِ وقت كافٍ للتمشِّي أو ممارسة الرياضة أو اتباع نظام غذاء صحِّي سليم؟ لماذا لا تهتمين ببشرتكِ وشعركِ بعمل روتين خاص لهما؟ الطعام السريع السيئ والكوليسترول المرتفع يقودانك إلى حتمية الأمراض المزمنة وتقدُّم السن على جسدك ووجهك قبل سنين عمرك، هناك بعض المتأثرين بالثقافة المسيحية واليهودية الذين يرون أن الجسد مُحرَّم فلا يهتمون بمظهرهم أو يعتنون بأجسادهم، ولكنك لن تكوني في حياة جيدة طبيعية ما لم تهتمي بجسدكِ، وما لم تتخلصي من عبوديتكِ لشهواتكِ وملذَّاتكِ التي تدمركِ.
إهمالك لجسدك، ويستوي في هذا الرجل والمرأة، يجعل الجسد عبئًا على الروح، وبالتالي لن تلمسي الجمال بنفسك، فتَعرُّف الإنسان على نفسه من عيوب ومميزات يعكس روحه على جسده، ولا يعني الاهتمام بالجسد مساحيق التجميل والعمليات والملابس الفاخرة، بل على النقيض؛ عنايتك بجسدك تعني اهتمامك بصحتك أولًا ثم التعامل مع روحك واكتشاف الجمال فيها، فالتعامل مع تفاصيل الحياة اليومية بشيء من البساطة والجمال والإيجابية يقلِّل من فرصة تعرُّضك للشيخوخة المبكرة والضغط النفسي، لذا عليكِ أن تسترخي وتستمتعي وتستبدلي بعاداتك السلبية عادات إيجابية يومية، وتسعدي بما تملكين وتحرصين على رؤية الجمال الداخلي في كل شيء حولكِ وفي البداية بداخلكِ أنتِ.
حرصك على الاهتمام بجمالك حتى لو كان متوسطًا وتعرُّفكِ على ذاتكِ يزيد من جاذبيتك، فالعناية بجسدك ليست شيئًا سطحيًّا، كما أن حضورك وذكاءك وسلوكياتك بين الجموع مهمة لمظهركِ، فاكتشفي طريقتكِ المُثلى لتكوني مرتاحة البال، امتلئي بالعاطفة والحنان والحب لنفسكِ ومن حولك، وليكن وجهكِ مُبتسمًا بشوشًا، وبالتالي سيبتسم الكون من حولكِ، واسمحي لذهنكِ أن يسترخي لكي يحصل على التركيز المناسب له واهتمي بالجلوس في وضعية صحيحة، وخُذي قسطًا كافيًا من النوم والراحة، وتحكَّمي في انفعالاتك بطرق صحية، وكل ذلك يمكنكِ التدرُّب عليه، وبالتالي يُظهركِ بمظهر جمالي متناغم بين خارجكِ وداخلكِ.
الفكرة من كتاب فن البساطة
من آفات العصر الحديث وقوع المجتمع في فخِّ الاستهلاكية المبالغ فيه والإفراط، ونشأت المجتمعات الحديثة بأفرادها على هذه الأفكار حتى أصبحت سمة الحياة العامة، وبشكل خاص مجتمع النساء أصابته لعنة المبالغة والإفراط في الراحة والاستهلاكية، لكن تجد الكاتبة أن فضولها نحو المثالية دفعها لتكتشف حياة أخرى بسيطة في دولة مثل اليابان حتى اتصف نمط الحياة هناك بالبساطة والهدوء، حيثُ كما قالت الكاتبة عن التفكير الياباني بأنه “تقبُّل الحياة كما هي، دون السعي لمعرفة تفسير كل شيء وتحليله؛ تفحصه ونقده، وباختصار العيش على طريقة زن (هو فن الرسم بالألوان المائية)”، تأخذنا في رحلة حول اليابان ومفهوم البساطة التي جعلتها تحيا حياة بسيطة عظيمة، وتوضيح نقاط مهمة مثل المادية وكيفية الاكتفاء بالقليل ومعايير الأخلاق والجمال وغيرها.
مؤلف كتاب فن البساطة
دومينيك لوروا: كاتبة مقالات فرنسية تعيش في اليابان منذ أواخر السبعينيات، حيث تقدم ندوات لأولئك الذين يريدون تبسيط حياتهم، أصبحت معروفة بفضل كتابها “فن البساطة”، الذي نُشر عام 2005، تقول: “أنا لست كاتبة على الإطلاق”، فعندما بدأت في تأليف كتابها من ملاحظاتها الشخصية، كانت بعض المقاطع تستهدف النساء على وجه التحديد، والبعض الآخر إلى الرجال.
ولها عدة مؤلفات أخرى منها: “فن الجوهر: التخلص مما لا لزوم له لإفساح المجال لنفسه”، و”فن القوائم: تبسيط حياتك وتنظيمها وإثراؤها”، و”فن التوفير والسرور”، و”القليل اللامتناهي”.
معلومات عن المُترجمة:
الدكتورة لينة موفق دعبول: سورية الجنسية، وطبيبة تغذية، وألَّفت عدة كتب منها: “النوم والأحلام”، و”أساسيات في التغذية والحميات”، وترجمت “نصائح للأم بعد الولادة”.