البداية والاختيار

يعود السبب الرئيس في فشل معظم الزيجات إلى سوء الاختيار، سواء للزوج أو الزوجة، لأن الاختيار يتم على أسس بعيدة عن الدين، لذلك حدَّد الرسول (صلى الله عليه وسلم) أساس الاختيار السليم بالنسبة للزوجة فقال: “تنكح المرأة لأربعٍ، لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تَرِبَت يداك”، فالحديث يوضح أن الناس في العادة يقصدون هذه الخصال الأربع، والعاقل هو الذي يحرص على الفوز بصاحبة الدين، وهو ما رغب في النبي (صلى الله عليه وسلم): “فاظفر بذات الدين ترَِبَت يداك”.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وحدَّد أيضًا شروط  اختيار الزوج فقال: “إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوِّجوه، إلا تفعلوا تكن فتنةٌ في الأرض وفساد عريض”، فجعل معيار الاختيار للزوجين هو الدين والخلق، فالرجل صاحب الدين والخلق يكون أمينًا على زوجته، والمرأة ذات الدين هي عماد الأسرة، والمربِّية والمعينة لزوجها على طاعة الله.

وحسن الاختيار ليس بالأمر الهيِّن كما قد يظن البعض، فعليه يترتَّب بناء الأسرة، وتكون السعادة الزوجية المرتقبة، فالذي يتزوَّج لأجل معايير أخرى كالجمال مثلًا، فالجمال يزول بريقه بالإلف ويذهب بالسن، لكن الذي يستمر ويبقى هو الدين، وكذلك على المرأة أن تراعي عند قبول شريك حياتها أن يكون على أساس الدين والخلق الكريم، فقد يزوِّج الأب ابنته من شاب صاحب سمعة سيئة، لكنه ثري ثم لا يجني من ذلك سوى الندم، وكما أن اختيار الزوجة على أساس الدين هو الأساس لبناء الأسرة السعيدة؛ فمن المهم كذلك حسن اختيار الأسرة، وأن تكون قد نشأت في أسرة كريمة متديِّنة أيضًا لأنك بزواجك قد اتصلت والتحمت بالنسب في هذه الأسرة، وأصبح إخوة الزوجة خالاتٍ وأخوالًا لأبنائك، ولا تستطيع أن تنفصل عنهم أو تقطع هذا النسب وتلك الأرحام.

أول ما يواجهنا في العالم اليوم إباحية جنسية، وإيدز وهربس وسرطانات عجيبة، ثمرة منطقية لمخالفة الفطرة، ويبقى الزواج هو العلاقة الوحيدة الفطرية والشرعية بين الرجل والمرأة يباركه الله ويباركه الناس.

هذا الكتاب يؤكد أن طوق النجاة من الانحرافات الجسدية هو الزواج، فهيَّا نتعرَّف على الزواج الإسلامي كما حدَّده لنا الله (سبحانه وتعالى) وبيَّنه النبي (صلى الله عليه وسلم)، حتى لا تختلط الأمور وتضيع الأسرة المسلمة كما ضاعت الأسرة في المجتمع الغربي، إنها دعوة جادة للزواج، لكل مسلم ومسلمة يريدان أن يبنيا أسرة مسلمة سعيدة كما أراد الله سبحانه وتعالى.

منصور عبدالحكيم محمد عبدالجليل، كاتب ومحامٍ، من مواليد القاهرة، حاصل على ليسانس الحقوق عام 1978 جامعة عين شمس، له عدة كتب، مثل: “طارد الجن”، و”مواجهة الجن” و”موائد الشيطان”.