النسيان وأمراض الذاكرة
النسيان وأمراض الذاكرة
علينا التعامل مع الذاكرة على أنها عضو كسائر أعضاء الجسم، لها بعض العلل والأمراض التي قد تصيبها، وحتمًا إذا سألت أي شخص حول أمراض الذاكرة سيجيبك بالمرض الأكثر شهرة بين الناس، وهو مرض فُقدان الذاكرة بشتى أشكالها وأنواعها (الألزهايمر)، وقد يبدو الأمر صحيحًا، لكنه ليس بتلك البساطة، فكما يعرف البعض أن فقدان الذاكرة يأتي بعد حدوث إصابة مباشرة في الدماغ، تؤدي إلى فقدان مؤقت في الذاكرة بعد الإصابة، وربما يصل الأمر إلى فقدان كامل للذاكرة قبل الإصابة، ومن الممكن أن تؤدِّي بعض الأمراض إلى فقدان في الذاكرة، مثل الاكتئاب، ولكن ينبغي معرفة أن أجزاء عديدة من المخ تنشط عندما يقوم شخص ما بالتذكُّر، وقد ظهر ذلك واضحًا وضوح الشمس في كل الدراسات والأبحاث التي أجريت خلال السنوات الماضية، وعلاوةً على ذلك فإن هناك العديد من الأنشطة اليومية التي نحتاج فيها إلى استخدام الذاكرة بشكلٍ أساسي، لهذا فإن فُقدان الذاكرة له تأثيرات عميقة في النفس.
وينشأ الخلل الحقيقي للمرضى المصابين بفقدان الذاكرة بطبيعة الحال في الذاكرة الطويلة الأجل، إذ يستحيل عليهم الاحتفاظ بأية معلومات جديدة لمدة زمنية كبيرة بعد الحادث، إذ يشفرون المعلومات ويدرجونها في الذاكرة القصيرة الأمد، ومن ثم تبدأ تلك المعلومات بالتطاير من الرأس على الفور، وبناءً عليه بإمكان أولئك الأشخاص اكتساب وتعلُّم مهارات جديدة على نحو جيد مثل تعلُّم العزف على آلة الجيتار أو قيادة السيارة أو لعب الشطرنج، ولكن كما ذكرنا ستظل تلك المعلومات في الذاكرة القصيرة الأجل، فإنهم في المرة القادمة لن ينسوا ما تعلَّموه فحسب، بل لن يستطيعوا تذكُّر أنهم قد مارسوا تلك المهارة من الأساس، ففي بعض الأحيان يكون من السهل عليهم قراءة الساعة، لكن يصعب عليهم تذكُّر الأيام والتاريخ، أو تذكُّر عنوان البيت لكن لا يتمكَّنون من وصف البيت من الداخل إذا ما طلب أحد منهم ذلك.
الفكرة من كتاب الذاكرة.. مقدمة قصيرة جدًّا
لطالما كانت الذاكرة وآلية عملها وتكوينها محط اهتمام وأنظار المجتمع العلمي بأسره، ولعلَّ ذلك بسبب الحيرة الكامنة وراء عدم معرفة السبب الحقيقي وراء نسياننا لأشياء قد تكون حصلت خلال اليوم ونذكر أشياء حصلت منذ عقود، هل نستخدم ذاكرتنا في تذكُّر الأشياء فحسب أم أن للذاكرة استخدامات أخرى؟ وكيف نسترجع الأحداث من ذواكرنا، والأهم من ذلك كيف تعمل الذاكرة وكيف تخزن أدمغتنا المعلومات؟ وما مرض فُقدان الذاكرة؟ وماذا عسانا أن نفعل من أجل تقوية ذاكرتنا؟
مؤلف كتاب الذاكرة.. مقدمة قصيرة جدًّا
جوناثان كيه فوستر: عالم وأستاذ في مجال علم النفس العصبي السريري وعلم الأعصاب السلوكي، يشغل حاليًّا مناصب متعددة، من بينها: زميل أبحاث أول في علم الأعصاب المعرفي بجامعة «إديث كوان» بأستراليا، وأستاذ أبحاث في علم النفس العصبي بجامعة غرب أستراليا، لديه عيادة طبية قائمة تقدم استشارات لمرضى فقدان الذاكرة ومن يعانون أنواعًا أخرى من الخلل الإدراكي.
معلومات عن المترجمة:
مروة عبد السلام: تخرَّجت في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الألسن عام ٢٠٠٥م، وبدأت حياتها المهنية مترجمةً ومحررةً في صحف يومية ودور نشر معروفة، كما فازت في عدد من المسابقات الأدبية، منها: مسابقة “قصص على الهواء” التي تقدمها إذاعة “بي بي سي”، ولها مساهمات في مجلات وصحف مرموقة، كما ترجمت العديد من الكتب، وتشغل الآن منصب مدير التحرير بإحدى دور النشر الكبرى.
ومن الكتب التي ترجمتها: “اللاسلطوية” لكولين وارد، و”الذاكرة” لجوناثان كيو فوستر، و”أقمار المشترى” لأليس مونرو.