الأشخاص ذوو السلوك الأحمر والأصفر
الأشخاص ذوو السلوك الأحمر والأصفر
إن الشخص الأحمر هو الشخص الجريء والطموح والمندفع والمسيطر السريع الانفعال، وهو نوع الشخصية التي أطلق عليها الفيلسوف اليوناني “أبقراط” اسم الشخص الغاضب، فإذا قلنا: ماذا علينا أن نفعل؟ تجده يقول سوف نفعل ذلك بطريقتي الآن! ويمكن ملاحظة الشخص الأحمر سريعًا وبكل سهولة، لأنه لا يبذل أدنى مجهود لإخفاء طبيعته، إن الشخص الأحمر شخص ديناميكي ومتحمس، له أهداف قد تكون بالنسبة إلى الآخرين أهدافًا خيالية، كما يرتاح لأخذ زمام المبادرة وتحمل المخاطر، إذ إن لديه إيمانًا غير مسبوق بقدرته الخاصة، فهو يعتقد أنه يستطيع أن يحقق أي شيء إذا عمل بجهد كاف، إن هذا النزوع لديهم يعد نزوعًا مثاليًّا في المواقف التنافسية، إذ إن عنصر المنافسة يجعل أصحاب الشخصية الحمراء يؤدون أداءً مبهرًا، ما يعني أنه يجب أن يمتلك الرؤساء والمديرين كثيرًا من اللون الأحمر في سلوكهم لتسهل عليهم القيادة، ومن ثمَّ يتولونها بطيب خاطر.
يمكن التعرّف بذوي الشخصية الحمراء بواسطة عدة سلوكيات أخرى، فهم يتحدثون بصوت عالٍ، ويبذلون كثيرًا من الجهد عند شرح شيء ما، كما يمتلكون القدرة على الحكم على دولة بأكملها بناء على شيء شاهدوه على التلفاز، كما لا يمكنهم الجلوس ساكنين، فهم نشيطون ومشغولون دائمًا بفعل شيء، وقبل أن تخلُص إلى أن هذا الرجل يبدو غير متعاطف، لا بد من النظر في نياته، إن هذا السلوك الحاد والتنافسي يعد مزعجًا للكثيرين، لأنهم يعتقدون أن الأمر يتعلق بالسيطرة عليهم وقمعهم، غير أن ذلك أبعد ما يكون عن الحقيقة، إذ لا تكون نيات الشخص الأحمر خبيثة، بل فقط يريد الفوز، ولا شيء إلا الفوز.
على الجانب الآخر، إن الشخص الأصفر هو الشخص المتفائل، والمرح، الذي ينظر إلى الحياة نظرة مشرقة، إذ يجد ذوو السلوك الأصفر دائمًا فرصًا للاستمتاع بالحياة، يرون أشعة الشمس عندما يرى الآخرون الغيوم الداكنة، لا يظلون في مكان خالٍ من المتعة، دائمو الضحك، شخصيات مريحة يمكن التقرب إليها بسهولة، فهم دائمو الحديث طوال الوقت، يقدمون الحلول عندما يطرح الجميع الأسئلة، حساسون للغاية، ويتخذون قراراتهم بشكل سريع بناءً على المشاعر الحدسية والغريزية، فنجد ذا السلوك الأصفر يفسر قراراته قائلًا: أشعر أن هذا صحيح، ولا يفسرها بالمنطق العقلي، إن الأشخاص الذين يغلب على سلوكهم اللون الأصفر يركزون على إنشاء العلاقات، ومتحمسون للحديث عن مشاعرهم إلى الآخرين، حتى الغرباء عنهم، ليسوا خجولين، ويتعاملون مع الجميع على أساس الجانب الطيب فيهم، ومن ثمَّ فإن عدم السماح لذوي الشخصيات الصفراء بتنمية علاقاتهم يدفعهم للذبول والموت ببطء! إذ إن شخصياتهم تتمركز حول قدرتهم على بناء العلاقات.
الفكرة من كتاب محاط بالحمقى.. الأنماط الأربعة للسلوك البشري
عندما يتواصل الإنسان مع الآخرين يجد نفسه متوافقًا مع بعض الأشخاص، إذ يجد الحديث معهم سهلًا والكلمات المناسبة تتدفق بشكل طبيعي وفي سلاسة، ولا توجد أي صراعات أو نزاعات، بينما يجد عند تواصله مع آخرين أن التواصل صعب، وكل شيء يسير بشكل خاطئ، كأن ما يقوله يقع على آذان صمّاء، فيبدأ بناءً على ذلك في تصنيف الناس إلى نوعين: أناس جيدين وعاقلين، وأناس آخرين حمقى! وهذا تصنيف مغلوط، راجع إلى أننا نقارن الأشخاص بأنفسنا، فنحن نعرّف الأحمق بأنه الشخص الذي لا يتصرف أو يفكر مثلنا، ونعرّف الشخص الكثير الكلام بأنه ثرثار متكبر، لأننا لا نحب كثرة الحديث، وهكذا فإننا نطلق أوصافًا كالغباء والوقاحة على الآخرين لمجرد أنهم لا يشبهوننا، ومن هذا المنطلق يبين لنا الكاتب لماذا يعتقد بعض الناس أنهم محاطون بالحمقى لوصف الاختلافات في التواصل الإنساني، ويوضح الأنماط الأربعة الأساسية للسلوك البشري التي تسهّل علينا التواصل مع الآخرين في الحياة والمجتمع عمومًا، وفي العمل خصوصًا، حتى نصبح ماهرين في التعامل مع أنواع مختلفة من الناس، فلا نحكم عليهم لمجرد أنهم ليسوا مثلنا.
مؤلف كتاب محاط بالحمقى.. الأنماط الأربعة للسلوك البشري
توماس إريكسون ، هو مؤلف ومحاضر، كرّس 20 عامًا من حياته المهنية لمساعدة الناس على التواصل مع بعضهم بعضًا، وعلى التطور المهني، ومن كتبه:
محاط بالحمقى.
محاط بالمرضى النفسيين.
معلومات عن المترجم:
عمر فتحي، هو مترجم لعدد من الكتب.