القوامة
قال النبي (عليه الصلاة والسلام): “لا يفرك (أي يبغض) مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقًا رضي منها آخر”، فبيَّن النبي من هذا الحديث أمرًا مهمًّا للغاية غاب عن كثير من الرجال والنساء، وهو أن الكمال لله وحده، فلا ينبغي أن ينظر الزوج إلى زوجته أنها ملاك لا تخطئ، أو أنها كاملة الصفات والأوصاف، كما لا ينبغي أن تنظر الزوجة إلى زوجها على أنه ملاك لا يخطئ، أو أنه كامل الأوصاف والصفات، وبناء على ذلك يجب أن يتعاملا معًا على أنهما بشر، ومن صفات البشر عدم الكمال، إذ إن أكثر مشكلات ومتاعب هذا الزمان راجعة إلى اعتقاد الكمال وطلب السعادة الكاملة من الآخر، ومن ثمَّ إذا وجد أحد الزوجين في الآخر خلقًا أو صفة يكرهها، فعليه أن يتساهل ويتجاوز ما دام الأمر ممكنًا، وينظر أن هناك أخلاقًا وصفاتٍ أخرى حسنة وجميلة تشفع لصاحبها، فبذلك تعمُّ السعادة، ويتم والوئام وتسلم الأسرة، كما لا بد أن يفكر كلا الزوجين بمصير الأطفال وألم الفراق، فإن ذلك كفيل بأن يتنازل كلٌّ من الزوجين عن شيء من سعادته من أجل استمرار الحياة الزوحية، لأن الحياة الزوجية مهمة دينية وليست متعة فقط!
سأل أحد الصحابة رسول الله: ما حق زوجة أحدنا عليه؟ فقال (عليه الصلاة والسلام): “أن تطعمها إذا طعمت، وأن تكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه، ولا تُقبِّح، ولا تهجر إلا في البيت”، فبيَّن النبي بذلك عدم جواز ضرب الزوجة على وجهها لأن في ذلك إهانة لها وحطًّا من كرامتها، كما نهى عن تقبيح الزوجة، فلا ينبغي أن يقول لها قولًا قبيحًا كأن يسبَّها أو يشتمها أو يعيِّرها بأهلها أو بشيء في خلقتها، ولا يسمعها ما تكره، كما حثَّ على عدم الهجر إلا في البيت حتى يتصالحا سريعًا.
إن الرجل أكثر حكمة وأكبر عقلًا، وبالتالي فإن مسؤوليته توجيه أهله بالحكمة والموعظة الحسنة في الأوقات المناسبة، فليست كل الأوقات مناسبة خصوصًا وقت الشجار والمشاحنات، كان الفيلسوف اليوناني “سقراط” تعسًا في حياته الزوجية، فعبَّر عن متاعبه مع زوجته، بنصيحة لأحد الشباب المحجم عن الزواج، فقال: فلتتزوج على كل حال، فإن حصلت على زوجة صالحة، غدوت سعيدًا، وإن كانت من نصيبك امرأة سيئة الخُلق، غدوت حكيمًا، وكلا النتيجتين نافعة للإنسان!”.
الفكرة من كتاب تحفة العروس.. أو الزواج الإسلامي السعيد
إن الحياة الزوجية فن جميل ومهم، قلَّ من يعرفه، لذلك تحدث المشكلات والأزمات بين الزوجين نتيجة الجهل بهذا الفن الذي يعدُّ عبادة مقدَّسة، ولا يقف الأمر عند حد الجهل، بل يتعدَّاه إلى تسميم الجو بالكتب الجنسية التي ليس لها غاية إلا نشر بذور الانحراف لتضليل الشباب والفتيات باسم تعليمهم الزواج، ما أدَّى إلى سلوك طريق الغواية والرذيلة، وبناءً على ذلك يعرض الكاتب فن الزواج حسب ما خطَّط له الإسلام، إذ إن الإسلام أولى الأسرة اهتمامًا عظيمًا، ورسم لها كل ما يكفل سعادتها ويسهِّل مهامها، كما خطَّط لكل من الزوج والزوجة حقوقًا وواجبات، فلا ينازع أحدهما الآخر في حقوقه، ولا يهمل واجباته، وإذا وقع نزاع سارعا إلى كتاب الله وسنَّة رسوله لإزالة الخلاف، فتستقر الأسرة وتنعم بالاستقرار.
مؤلف كتاب تحفة العروس.. أو الزواج الإسلامي السعيد
محمود مهدي الإستانبولي: عالم وباحث وتربوي سوري، درس العلوم الإسلامية، قال عنه الشيخ علي الطنطاوي إنه من أركان التربية في الشام، له العديد من المؤلفات، منها:
كيف نربي أطفالنا؟
كتب ليست من الإسلام.
على هامش التربية الإسلامية.
عبقرية الإسلام في التربية.
مشكلات الغرب وكيف يحلها الإسلام.
عظمة الإسلام.
دفاع عن الإسلام.
بيني وبين المبشرين.
مذكرات عن الحج.
الرد على مفتريات الشيوعية.
المنهج الإسلامي الجديد في التربية.
السبيل إلى أسرة أفضل.