مرحلة البلوغ
مرحلة البلوغ
في مرحلة بلوغ يكون العقل قد اكتمل لذا حصل التكليف، ويُسميها الكثيرون بـ”مرحلة المراهقة”، والمراهقة من حيث الصفات تعني الجهل والحدَّة والمسارعة إلى الشر وغيرها، وحقيقة “المُراهقة” أنها ليست متعلِّقة بمرحلة معينة، وقد تختلف من فرد إلى آخر، ومن مجتمع إلى مجتمع، ومتى نضج الإنسان نضوجًا عقليًّا وانفعاليًّا فإنه بذلك تجاوز هذه المرحلة ولو كان صغير العُمر.
كما أن الإسلام يُقدِّم للإنسان الإجابة التي يعرف من خلالها هويته، وغاية وجوده في الحياة؛ على عكس الغرب الذي يظل الإنسان في مرحلة من التشتُّت والتخبُّط لأنه يبحث عن حقيقته، لهذا فإن فتيان المسلمين ليسوا كغيرهم.
وما يميِّز مرحلة البلوغ وهو حركة المشاعر اتجاه الجنس الآخر، ولا بد أن نعي أن هذه أمور طبيعية، إلا أنه لا بد من ضبط هذه المشاعر بضوابط شرعية، ومن هذه الضوابط: عدم الاختلاط بين الجنسين، ومحافظة الفتاة على لباسها الشرعي، وتعويد الصبي على غض بصره، والزواج المُبكر عند القدرة، والتعويد على الصيام، والابتعاد عن مشاهدة أو قراءة ما يثير الغرائز ويحركها.
ومن الخصائص أيضًا اكتمال القدرة العقلية ونمو الجسد نموًّا سريعًا، فيكون هذا النضج والاكتمال سببًا في رغبته بالاستقلال الفكري والشخصي، ويكون أكثر جُرأة وقدرة على تحدِّي الصعاب، وهذا مما لا شك فيه يكون حسنًا حينما يكون الفتى مُقبلًا على الحق.
والعوائق في تلك المرحلة تكون في الغالب نتيجة عدم التنشئة الجيِّدة في المراحل الأولى، أو بسبب فساد البيئة التي يعيش فيها الفتى أو الفتاة، لذا لا بد من العناية بقلبه من خلال الوعظ بالحكمة والموعظة الحسنة، وإدخاله في مجتمع الرجال ومشاركته لتحمُّل المسؤولية، وحثه على قيام الليل.
ومن الوسائل المناسبة في تلك المرحلة هي: المشاركة والمصادقة، والحوار والإقناع، والثواب والعقاب، والعقاب في هذه المرحلة لا بد أن يكون صحيحًا حتى لا يحدث عكس المرغوب، فلا يُعنَّف أمام أخوته، ولا يُحقَّر، ولا يُحرَم من النفقة حتى لا تتفاقم المشكلة.
الفكرة من كتاب نحو تربية إسلامية راشدة
إن عملية التربية للشخصية المُسلمة ليست كأي عملية تربية لصاحب ديانة أو فِكر آخر، وذلك لأن المُسلم يقصد الفلاح الدنيوي والأُخروي، لذا كان من الضروري على المُربِّين تلمُّس أساليب التربية المتزنة الموافقة للشريعة الإسلامية ليتكوَّن جيل مستقيم مُستمسكًا بدينه ساعيًا في دُنياه.
وفي كتابنا يُقدِّم لنا الكاتب موجزًا يسيرًا جامعًا لمراحل نمو الإنسان منذ طفولتِه حتى مرحلة البلوغ، يتناول فيه خصائص كل مرحلة والمشكلات التي يمكن أن يواجهها المُربُّون، وتوجيهات ونصائح عامَّة معتمدًا على مواقف من حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) والسلف الصالح.
مؤلف كتاب نحو تربية إسلامية راشدة
محمد بن شاكر الشريف: باحث وكاتب إسلامي بمجلة البيان الإسلامية، حاصِل على درجة الليسانس في اللُّغة العربية والعلوم الإسلامية، ودرجة البكالوريوس في الهندسة الإلكترونيَّة والاتصالات، عمل بالتدريس ثم الإدارة في إحدى كبريات المدارس الأهليَّة في مكَّة المكرَّمة، ثم انتقل بعدَ ذلك للعمل في مجلة البيان.
مؤلفاته:
له عدد من المؤلفات مثل: “إن الله هو الحكم”، و”وقفات مع تجديد الخطاب الديني”، و”إدارة الدولة الإسلامية”.