إعداد المُربي
إعداد المُربي
مما لا شك فيه أنه من الواجب على المُربِّي أن يتعلَّم خطوات التربية الصحيحة، وذلك لأثر التعلم في السلوك، لكن في بعض الأحيان قد يحدث انفصال بين ما تم تعلُّمه وبين الفعل، وهذا ليس غاية العلم، فالعلم أو التعليم لا يراد لذاته، وإنما يُراد لأنه يُصحِّح أفعال المرء ويضبطها.
والتربية في ذاتها تقوم على العمل بالعلم عن التربية، لذا نجد أن هناك من يكون علمهم قد يبدو قليلًا إلا أن تربيتهم حسنة، وذلك لأنهم قد عملوا بما علموا، وقد نجد من هو بحر في العلم لكنه لا يعمل به، فنرى فساد تربيته، لذا لا بد قبل البدء في توجيهات التربية أن يتم إعداد المُربِّي، وذلك لدوره الكبير في حياة الطفل، وفي هذا يقول الرسول (صلى الله عليه وسلَّم): “ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهوِّدانه أو ينصِّرانه أو يُمجِّسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسُّون فيها من جدعاء”.
والمُربي ليس الأب أو الأم فحسب -وإن كان لهما الدور الأوَّل- لكن كل فرد في المجتمع له دور وإن كان غير مباشر، وكل مُربٍّ يختلف دوره باختلاف المرحلة العُمرية للطفل، فالطفل في مراحله الأولى قبل ذهابه إلى المدرسة يكون دور الوالدين كبيرًا وكذلك أقاربه وإخوته، أما في مرحلة المدرسة والتمييز يكون لمعلميه أثر في تربيته، أما في المرحلة المتوسطة أو مرحلة ما قبل البلوغ ومرحلة البلوغ يكون لإمام المسجد والمحيط الذي حوله دور بارز.
والهدف العام من التربية في حالة المجتمع الإسلامي كما ذكر الكاتب: هو تنشئة الفرد بوصفه لبنة من لبنات بناء المجتمع الفاهم لحقائق الإسلام فهمًا صحيحًا، مشاركًا عمارة المجتمع وتطويره، وتبليغ رسالة الله إلى العالمين؛ لتحقيق الغاية التي خُلِق من أجلها، وتكمن ضرورة تحديد الهدف في فهم طبيعة الوسائل والأهداف التفصيلية لكل مرحلة من مراحل الإنسان، وضرورة حدوث التكامل بينهما، لتقوم شخصية المُسلم قيامًا سويًّا.
الفكرة من كتاب نحو تربية إسلامية راشدة
إن عملية التربية للشخصية المُسلمة ليست كأي عملية تربية لصاحب ديانة أو فِكر آخر، وذلك لأن المُسلم يقصد الفلاح الدنيوي والأُخروي، لذا كان من الضروري على المُربِّين تلمُّس أساليب التربية المتزنة الموافقة للشريعة الإسلامية ليتكوَّن جيل مستقيم مُستمسكًا بدينه ساعيًا في دُنياه.
وفي كتابنا يُقدِّم لنا الكاتب موجزًا يسيرًا جامعًا لمراحل نمو الإنسان منذ طفولتِه حتى مرحلة البلوغ، يتناول فيه خصائص كل مرحلة والمشكلات التي يمكن أن يواجهها المُربُّون، وتوجيهات ونصائح عامَّة معتمدًا على مواقف من حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) والسلف الصالح.
مؤلف كتاب نحو تربية إسلامية راشدة
محمد بن شاكر الشريف: باحث وكاتب إسلامي بمجلة البيان الإسلامية، حاصِل على درجة الليسانس في اللُّغة العربية والعلوم الإسلامية، ودرجة البكالوريوس في الهندسة الإلكترونيَّة والاتصالات، عمل بالتدريس ثم الإدارة في إحدى كبريات المدارس الأهليَّة في مكَّة المكرَّمة، ثم انتقل بعدَ ذلك للعمل في مجلة البيان.
مؤلفاته:
له عدد من المؤلفات مثل: “إن الله هو الحكم”، و”وقفات مع تجديد الخطاب الديني”، و”إدارة الدولة الإسلامية”.