قيمٌ إنسانية
قيمٌ إنسانية
كان رسولنا (صلَّى الله عليه وسلَّم) أعظم الناس خُلُقًا، ولزم علينا من بعده أن نقتدي بالقيم التي تركها لنا، فقد علَّمنا (صلوات الله وسلامه عليه) عظم أمر المسؤولية وأهمية حماية بيئتنا، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص (رضي الله عنهما): “أنَّ النبي (صلَّى الله عليه وسلَّم) مرَّ بسعدٍ وهو يتوضَّأ فقال: ما هذا السرف يا سعد؟ قال: أفي الوضوء سرف؟! قال: نعم، وإن كنت على نهر جارٍ”، وسيرة رسولنا الكريم مليئة بالفكر السديد للحفاظ على البيئة، فهناك حديث يؤكد للنفوس أهمية الوعي البيئي والإنتاج واستصلاح الأرض، فقد قال (صلَّى الله عليه وسلَّم): “إن قامت الساعة، وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها”.
ليس هذا فقط، بل حتى عالم الحيوان، فقد أشار لنا رسولنا الكريم بكيفية التعامل معهم برفقٍ ورحمة، ولكن من منَّا الآن ينتبه لذلك؟ أصبح الكثيرون يتعاملون بقسوة ووحشية ويتمتعون بتعذيب مخلوقات الله، ومثل هؤلاء لا يفقهون دين محمد ولا يفهمونه حقَّ الفهم، وهنا وجبَ علينا أن نُذكِّرهم بالمرأة التي دخلت النار في هرَّة حبستها، وفي المقابل نالت امرأة باغية الغفران لمجرد أنها سقت الكلب.
قال (صلَّى الله عليه وسلَّم): “الرَّاحمون يرحمهم الرَّحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السَّماء”.
فإذا كان النبي يوصينا بالرفقِ في كلِّ شيء حتى مع الحيوان، فكيف بمعاملتنا بعضنا مع بعض كبشر وهبهم الله نعمة الإحساس؟
لقد كان (صلَّى الله عليه وسلَّم) رقيق القلب حتى مع أكثر الناس عداءً له، حريصًا على أن يخاطب الآخرين بأجمل العبارات ويراعي ظروف الجميع، وهذا ما جعله يكسب القلوب والعقول.
وكان رسول الله (صلَّى الله عليه وسلَّم) شخصًا عاقلًا يبدي الاهتمام بمشورة الآخرين ولا يستصغر آراءهم على الرغم من عظم مكانته! فقد كان حريصًا على الاستشارة الإنسانية حتى يصل إلى النتيجة الأمثل.
الفكرة من كتاب مدرسة محمد (صلَّى الله عليه وسلَّم)
محمد (صلَّى الله عليه وسلَّم)، هو رسولنا وحبيبنا وشفيعنا، والذي مهما قرأنا عن مسيرته وحياته لن يتسنَّى لنا إدراك عِظم أخلاقه وحُسن مبادئه.
إن هذا الكتاب مليء بالطمأنينة، وكيف لا تطمئن يا صديقي ونحن نتحدَّث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؟
مؤلف كتاب مدرسة محمد (صلَّى الله عليه وسلَّم)
جهاد الترباني: كاتب وشاعر فلسطيني الجنسية، اهتم بالتاريخ الإسلامي وهو صاحب قصائد متنوعة تم إنشادها من عدة منشدين، وقدَّم برنامج “العظماء المائة” على اليوتيوب، وذكَرَ فيه بعض علماء المسلمين الذين غيَّروا تاريخ الأمَّة.
من مؤلفاته: “مائة من عظماء أمَّة الإسلام غيروا مجرى التاريخ”، و”مدرسة الصحابة رضي الله عنهم”، و”لغز آريوس”.