عنِ المرأة
عنِ المرأة
لقد كان رسولنا الكريم (صلَّى الله عليه وسلَّم) يهتم بالذكور والإناث على حدٍّ سواء، بل إنه قد شدَّد بشكل خاص على أهمية العناية بالبنات، حتى يُحارب الأفكار التي كانت تسود في الجاهلية، فقد وصَّى بإكرام البنت وإحسان تربيتها، بل إنه قد بشَّر من يرعاها بالأجرِ الكبير، قال رسول الله (صلَّى الله عليه وسلَّم): “من عال جاريتين حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو (وضمَّ أصابعه)”، وجاريتين في هذا الحديث أي: بنتين.
إن المرأة كائن له حق في هذه الأرض مثل الرجل تمامًا، فهي إنسانة لها روح وعقل ومشاعر وآراء، وهي لا تختلف عن الرجل سوى في أمور استثنائية بيَّنها ربُّ العالمين، وقال رسول الله (صلَّى الله عليه وسلَّم): “النساء شقائق الرجال”.
وللمرأة دور كبير في حوادث التاريخ وقصص الأمم السابقة، فقد أسهمت في بناء أمَّة الإسلام، وقد كانت السيدة خديجة بنت خويلد (رضي الله عنها) هي أول من آمن برسالة حبيبنا محمد (صلَّى الله عليه وسلَّم)، وقد فضَّل رسولنا (صلَّى الله عليه وسلَّم) أن يموت بجانب السيدة عائشة (رضي الله عنها) دونًا عن أي شخص.
فمن حقِّ المرأة أن تُشارك بآرائها في القضايا الفقهية والاجتماعية وغيرها، وقد حرص الرسول (صلَّى الله عليه وسلَّم) على إظهار احترامه للمرأة في جميع مراحل حياتها، وأوصى بها خيرًا.
وقد وضَّح النبي (صلَّى الله عليه وسلَّم) أهمية الاحترام المتبادل بين الزوجين وحثَّ الصحابة (رضوان الله عليهم) أن يُحسنوا معاملة زوجاتهم، حتى أنه قد وصَّى عثمان بن عفَّان (رضي الله عنه) أن يبقى بجوار زوجته المريضة ويعتني بها بدلًا من الاشتراك بالقتال في غزوة بدر الكبرى، حيث قال له رسول الله (صلَّى الله عليه وسلَّم): “إنَّ لكَ أَجر رجل مِمَّن شهد بدرًا وسَهمَه”، وقد كان رسولنا الكريم يفتخر بزوجاته ولم يخجل من ذكر حبِّه لهنَّ، فقد سأله الصحابي الجليل عمرو بن العاص (رضي الله عنه): “أي الناس أحب إليك؟ قالَ عائشة”.
الفكرة من كتاب مدرسة محمد (صلَّى الله عليه وسلَّم)
محمد (صلَّى الله عليه وسلَّم)، هو رسولنا وحبيبنا وشفيعنا، والذي مهما قرأنا عن مسيرته وحياته لن يتسنَّى لنا إدراك عِظم أخلاقه وحُسن مبادئه.
إن هذا الكتاب مليء بالطمأنينة، وكيف لا تطمئن يا صديقي ونحن نتحدَّث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؟
مؤلف كتاب مدرسة محمد (صلَّى الله عليه وسلَّم)
جهاد الترباني: كاتب وشاعر فلسطيني الجنسية، اهتم بالتاريخ الإسلامي وهو صاحب قصائد متنوعة تم إنشادها من عدة منشدين، وقدَّم برنامج “العظماء المائة” على اليوتيوب، وذكَرَ فيه بعض علماء المسلمين الذين غيَّروا تاريخ الأمَّة.
من مؤلفاته: “مائة من عظماء أمَّة الإسلام غيروا مجرى التاريخ”، و”مدرسة الصحابة رضي الله عنهم”، و”لغز آريوس”.