النبي وتعاملاته
النبي وتعاملاته
قبل أن يفارق رسولنا الكريم (صلَّى الله عليه وسلَّم) هذه الدنيا -وعلى الرغم من اشتداد مرضه- اختار أن يقف على قدميه حتى يُلقي على صحابته نظرات الوداع ويُسمعهم وصاياه للبشرية، فقد تحامل على نفسه من أجل هذا الوداع الأخير، وارتسمت الابتسامة على وجهه على الرغم مما هو عليه، إنها ابتسامة المُحبِّ والمُعلِّم الذي ملأت الرحمة قلبه.
لقد تركَ لنا خير الهدي، ووضَّحَ لنا منهاجًا كاملًا لحياة إسلامية جميلة مليئة بالتقوى، فما أجمل أن نقتدي بِه في أبسط التصرفات، وما أعظم أن نهتم كيف كان رسولنا (صلَّى الله عليه وسلَّم) يتعامل مع الأطفال والمرأة، وكيف كان يتعامل مع الشخصيات المختلفة لأصحابه، حتى إنه كان يرفق بالحيوان، وكان حريصًا (صلَّى الله عليه وسلَّم) أن يُعلِّمنا أفضل النصائح والأساليب التي تُقوِّم حياتنا.
لقد كان رسولنا (صلَّى الله عليه وسلَّم) رحيمًا في التعامل مع مختلف الناس والأعمار، وكان على الرغم من مسؤولياته الكبرى يحرص على إظهار الحنان والحب لأبنائه، وهذا الأمر يغفل عنه كثير من الآباء، على الرغم من أن النبيَّ قد وصَّى بهذا التعامل الرحيم، فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: “قَبَّل رسول الله (صلَّى الله عليه وسلَّم) الحسن بن عليّ وعِنده الأقرع بن حابس التميمي جالسًا، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبَّلتُ منهم أحدًا، فنظر إليه رسول الله (صلَّى الله عليه وسلَّم)، ثم قال: من لا يَرحم لا يُرحَم”، لقد كان رسولنا الكريم أرقَّ الناس قلبًا مع الصغار والكبار.
وقد كان رسولنا الكريم يولي الأطفال اهتمامًا كبيرًا، ويرشدهم ويمازحهم و يشاركهم اهتماماتهم الصغيرة، فقد كان يُدرك أن مرحلة الطفولة هي التي تُغرس فيها المبادئ والقيم بداخل الشخص، لذا على الآباء والمربِّين أن يهتمُّوا بهذا الشأن، وأن يضعوا لهذا العمر قيمة.
الفكرة من كتاب مدرسة محمد (صلَّى الله عليه وسلَّم)
محمد (صلَّى الله عليه وسلَّم)، هو رسولنا وحبيبنا وشفيعنا، والذي مهما قرأنا عن مسيرته وحياته لن يتسنَّى لنا إدراك عِظم أخلاقه وحُسن مبادئه.
إن هذا الكتاب مليء بالطمأنينة، وكيف لا تطمئن يا صديقي ونحن نتحدَّث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؟
مؤلف كتاب مدرسة محمد (صلَّى الله عليه وسلَّم)
جهاد الترباني: كاتب وشاعر فلسطيني الجنسية، اهتم بالتاريخ الإسلامي وهو صاحب قصائد متنوعة تم إنشادها من عدة منشدين، وقدَّم برنامج “العظماء المائة” على اليوتيوب، وذكَرَ فيه بعض علماء المسلمين الذين غيَّروا تاريخ الأمَّة.
من مؤلفاته: “مائة من عظماء أمَّة الإسلام غيروا مجرى التاريخ”، و”مدرسة الصحابة رضي الله عنهم”، و”لغز آريوس”.