الرصيد الأدبي العبري
الرصيد الأدبي العبري
لقد ظل اليهود منعزلين عن كل فن وجمال غير المال، لكن احتوى الأدب العبري على بعض الفنون التي يمكن ذكرها وتتعلق بالشعر الغنائي، وكذلك الأساطير والقصص الخيالية لبني إسرائيل مثل قصة “يهوديت” وغيرها، ولقد رأى الكاتب أنه من الطريف أن ينتج اليهود آدابًا عاطفية بها عفاف على الرغم من تحللهم وانتشار الدعارة في تاريخهم، كما أن هناك ما يُدعى بالشعر الغرامي الذي ظهر في سِفر الأناشيد، وحتى في الأدب العبري يغلب الارتياب على الروح العامة وتفضيل الحياة، فنجد في سِفر الجامعة ذلك القول الآتي: “إن الكلبَ الحي خيرٌ من الأسد الميت”، ولا تجد في سِفر الأمثال ولا الجامعة ما يشير إلى عدل معبودهم “يهوه” بعد الدنيا – في الآخرة- ومكافأة الصالحين ومجازاة الأشرار، ومن آدابهم ندرك فكر بني إسرائيل الحقيقي الذي يتَّسم بالعملية وشهوانية ذلك الشعب الذي أضحى ماهرًا طامعًا في الربح وغير مستعد للتضحية في سبيل منافع حياة قادمة أمام المنفعة الحالية.
وعن سِفر أيوب؛ فيُرى أنه عذبٌ مقارنة بسِفر الجامعة الكئيب، ويُوصَف بأنه الوهم التقي أو وهم المثاليين على عكس ما يُلقب بوهم المُتمتِّعين، أي سفر الجامعة، وسفر أيوب ينتمي إلى نوع أدب الحكمة الذي يوجد فيه خمسة أبطال، وهم: أيوب وأصحابه الثلاثة والرب، وأيوب هو الذي يظل يتساءل بألم، بينما الأصحاب الثلاثة هم الممثلون للمذهب الإسرائيلي الذي يزعم أن “يهوه” يكافئ الصالحين ويجازي الأشرار، وأن كل ألم هو ذنب سابق لصاحبه، وبشكل عام فيُعتبر شعر “حرب دبوره” هو أقدم الشعر العبري ويوجد في سفر القضاة، وبالطبع هناك المزامير التي عُزيت إلى داود الذي عُرف بشعره الممتاز، وعلى أي حال فلا شك أن الشعر الإسرائيلي ظهر ببعضه فن وروعة يمكن القول إنه تفوق بهما على القصائد الحربية والدلالية لدى الساميين الآخرين ونافست نفس النوع مما لدى العرب، فهو لم يتكوَّن من أبيات، بل تضمَّن إيقاعًا معينًا سُمِّي بموازنة الأجزاء.
الفكرة من كتاب اليهود في تاريخ الحضارات الأولى
يمتلك اليهود تاريخًا طويلًا للغاية يعود إلى زمن قديم جدًّا، ورغم هذا فالتساؤلات تظل مستمرة حول إسهامات هذا الشعب في الحضارة الإنسانية والمعارف البشرية، فقد مرَّت هذه الأمة التي حملت اسم “بني إسرائيل” بلحظات أصبحت هي صفاتها الرئيسة كالعُزلة الشديدة رغم تعدُّد التنقل والترحال، والعجيب أنهم برعوا للغاية في التجارة والزراعة.
هي أمةٌ حرَّمت الربا على نفسها لكن أجازته للأجانب غير اليهوديين، وهم الذين انعزلوا بأنفسهم ولم يستفيدوا حتى من تقدُّم الأمم التي عاشوا في كنفها أو جوارها، وهم أيضًا الذين عُرِف تاريخهم بالانحلال والوحشية والتحلُّل الخلقي، لكن لفهم اليهود علينا دراسة تاريخهم خصوصًا في فترات الحضارات الأولى، وهذا ما يُقدِّمه ذلك الكتاب.
مؤلف كتاب اليهود في تاريخ الحضارات الأولى
غوستاف لوبون: هو طبيب بشري ومؤرخ فرنسي شهير، اهتم بالكتابة في علوم الآثار والأنثربولوجيا والحضارة الشرقية، وكان أحد أشهر الفلاسفة الغربيين الذين أُعجبوا بالحضارة العربية والإسلامية وإسهاماتها وأيَّد فضلها على الحضارة الغربية، ومن أشهر مؤلفاته:
سيكولوجية الجماهير.
حضارة العرب.
فلسفة التاريخ.
معلومات عن المترجم:
عادل زعيتر: هو مُترجم ومُفكِّر فلسطيني، درس الآداب في الجامعة السلطانية في إسطنبول “عاصمة الخلافة العثمانية”، كما حصل على شهادة الحقوق من باريس عام 1925، وبعد فترة الحرب العالمية الأولى عُيِّن كعضو في المجمع العلمي العراقي، وقد برزت أعماله وترجماته لمؤلفات عديدة أكسبته لقب “شيخ المترجمين العرب”، ومن أهم أعماله:
ترجمة كتاب “العقد الاجتماعي”، للفيلسوف جان جاك روسو.
ترجمة كتاب الرسائل الفلسفية، للمؤلف فولتير.