حياة اليهود منذ البداية وحتى النبي سليمان
حياة اليهود منذ البداية وحتى النبي سليمان
حين نبحث في أول تاريخ اليهود؛ سنجد أنهم في البداية كانوا بمثابة عصابات متفرقة جامحة وغير منسجمة، وقد قامت حياتهم على الغزو ونهب القرى الصغيرة، وهي مؤلفة في بادئ الأمر من جد واحد وهو يعقوب (عليه السلام)، أو كما يُسمى “إسرائيل” الذي هو من ذرية إبراهيم (عليه السلام)، وحينما تعرض يعقوب وبنوه للقحط دخلوا مصر في عهد الملوك الرعاة وأقاموا بالدلتا وهناك كثر عددهم وعاشوا لفترة طويلة لكن عانوا من استعباد المصريين لهم فقرروا الفرار بعد عهد الملك سيزوستريس الكبير.
لما جاوز بنو إسرائيل بحر القلزم اتجهوا إلى حياة البداوة، وقد عرَّضوا أنفسهم للهلاك مرة أخرى لما ثاروا على زعيمهم الذي يُدعى “موسى”، وقد خافوا من الأعاصير الهائلة التي هبَّت فوق سيناء آنذاك وقرَّروا الانتقال إلى أراضي الشعوب الكلدانية بعد أن نهبوا بعض المناطق وأخذوها عنوة، وعلى الرغم من أنه لم يكن انتصارًا ضخمًا كما صوره اليهود لأنفسهم؛ فقد تمكَّنوا من التأثير ونشر الانقسام في العشائر الكنعانية، ويمكننا الآن أن نرى أن استقرارهم بفلسطين كان تدريجيًّا حتى تمكَّنوا من بسط سلطان في أرض فلسطين لكن لم يصبحوا سادة الأرض، وفي عهد ملكهم “شاول” استطاع بنو إسرائيل لأول مرة تأليف أمة بمعناها الاصطلاحي، وتمكَّن “شاول” من إنزال ضربات قوية على الفلسطينيين الذين كانوا مصدر الخطر الأول لهم، ثم حكمهم “داود” الذي كان ملكًا تقيًّا عادلًا، فمنح بني إسرائيل عاصمة لهم وهي أورشليم “القدس”، كما قضى على اليبوسيين (سادة جبل صهيون)، ولما حكم النبي سليمان بن داود (عليهما السلام) بلغ الازدهار ذروته وبوفاته دخل العبريون في انقسامات وفوضى شديدة.
الفكرة من كتاب اليهود في تاريخ الحضارات الأولى
يمتلك اليهود تاريخًا طويلًا للغاية يعود إلى زمن قديم جدًّا، ورغم هذا فالتساؤلات تظل مستمرة حول إسهامات هذا الشعب في الحضارة الإنسانية والمعارف البشرية، فقد مرَّت هذه الأمة التي حملت اسم “بني إسرائيل” بلحظات أصبحت هي صفاتها الرئيسة كالعُزلة الشديدة رغم تعدُّد التنقل والترحال، والعجيب أنهم برعوا للغاية في التجارة والزراعة.
هي أمةٌ حرَّمت الربا على نفسها لكن أجازته للأجانب غير اليهوديين، وهم الذين انعزلوا بأنفسهم ولم يستفيدوا حتى من تقدُّم الأمم التي عاشوا في كنفها أو جوارها، وهم أيضًا الذين عُرِف تاريخهم بالانحلال والوحشية والتحلُّل الخلقي، لكن لفهم اليهود علينا دراسة تاريخهم خصوصًا في فترات الحضارات الأولى، وهذا ما يُقدِّمه ذلك الكتاب.
مؤلف كتاب اليهود في تاريخ الحضارات الأولى
غوستاف لوبون: هو طبيب بشري ومؤرخ فرنسي شهير، اهتم بالكتابة في علوم الآثار والأنثربولوجيا والحضارة الشرقية، وكان أحد أشهر الفلاسفة الغربيين الذين أُعجبوا بالحضارة العربية والإسلامية وإسهاماتها وأيَّد فضلها على الحضارة الغربية، ومن أشهر مؤلفاته:
سيكولوجية الجماهير.
حضارة العرب.
فلسفة التاريخ.
معلومات عن المترجم:
عادل زعيتر: هو مُترجم ومُفكِّر فلسطيني، درس الآداب في الجامعة السلطانية في إسطنبول “عاصمة الخلافة العثمانية”، كما حصل على شهادة الحقوق من باريس عام 1925، وبعد فترة الحرب العالمية الأولى عُيِّن كعضو في المجمع العلمي العراقي، وقد برزت أعماله وترجماته لمؤلفات عديدة أكسبته لقب “شيخ المترجمين العرب”، ومن أهم أعماله:
ترجمة كتاب “العقد الاجتماعي”، للفيلسوف جان جاك روسو.
ترجمة كتاب الرسائل الفلسفية، للمؤلف فولتير.