النمو المعرفي خارج المنزل
النمو المعرفي خارج المنزل
تبدأ الصحة النفسية الجيدة بالمنزل، ولكن المؤثرات الخارجية تُلقي بظلالها بصورة كبيرة أيضًا على حياة الأطفال، ويمكن للأشخاص البالغين المتعاونين أن يصنعوا فارقًا من خلال تعاملهم مع الأطفال خارج المنزل، إذ تتعلَّق الصحة النفسية الجيدة بالتركيز على البيئات المتعدِّدة التي يُحفَّز في إطارها النمو المعرفي خارج المنزل، وهنالك العديد من أشكال التحفيز المعرفي خارج المنزل، ومنها: مجال رعاية الأطفال، فينبغي للآباء التأكُّد من جودة الرعاية المقدَّمة لأطفالهم، والوقت الذي يقضونه في مراكز الرعاية، والأطفال السعداء الذين يحظون بمكان جيد للرعاية سواء كانت حضانة، أو جليسة أطفال، يُظهرون تطورًا جيدًا على صعيد المهارات المعرفية والاجتماعية، كما تقوم المدارس سواء كانت ابتدائية أو إعدادية أو ثانوية، بدور فعال في التنمية المعرفية خارج المنزل، فهي تُتيح تجربة أمور مختلفة، والتعامل مع العديد من الناس، وتجربة العديد من المهارات.
كما يلعب الإعلام دورًا كبيرًا في النمو المعرفي، إذ يُشير مصطلح الإعلام إلى كل أشكال التواصل العامة التي تهدف إلى نقل الأخبار أو تقديم التسلية، وقد تُسفِر وسائل الإعلام عن تأثيرات إيجابية أو سلبية، ولذا يجب أن يهتم أولياء الأمور بغربلة هذه التأثيرات بحيث تتعزَّز الصحة النفسية، لأن هناك العديد من البرامج تشجِّع على العنف، ولا يناسب محتواها الأطفال أو حتى المراهقين، وبالحديث عن المراهقين، وهم أكثر فئة قامت وسائل الإعلام بتشويه صورتهم وأظهرَتهم مندفعين ويخرِقون القانون، ولكن يجب أن يدرك الجميع أن الأبناء “ليسوا مجرمين بالفطرة”، وأن وسائل الإعلام هدفها نشر الأخبار الجذابة التي تلقى رواجًا، ولهذا تلقي الضوء على مجموعة مراهقين ضلَّ طريقهم، وتغضُّ النظر عن آلاف المراهقين الجيدين، وحتى أولئك من يُظهرون تصرُّفات سيئة، يكون الأمر نتيجة بعض القصور في تربيتهم منذ الصغر.
الفكرة من كتاب تنشئة الأطفال في القرن الحادي والعشرين
الأطفال هم العمود الفقري لجميع الأمم وسبيلها إلى الرُّقي والتقدم، ولذا كانت تنشئة أطفال أصحاء نفسيًّا هي غاية الجميع، ولكن تعزيز الصحة النفسية للأطفال يحظى بتقدير أقل بين الناس، فغايات الصحة النفسية أو أهدافها لا تُناقش بالدرجة التي تُناقش بها متطلَّبات الصحة البدنية للأطفال.
وكان هذا الكتاب قاعدة بيانات ثريَّة بالأبحاث المتعلِّقة بكيفية تنشئة أطفال أصحاء نفسيًّا، وتعريف عامة الناس بها؛ لمساعدتهم على تطبيق هذه المعرفة لنفع أُسَرهم، كما ربط الكاتب بين علم تنشئة أطفال أصحاء نفسيًّا وبين ممارسته والاستمتاع به؛ آملًا أن يتمكَّن جميع المربين والمربيات من الاستفادة منه، وتطبيقه في حياتهم اليومية.
مؤلف كتاب تنشئة الأطفال في القرن الحادي والعشرين
شارون كيه هول: كاتبة تهتم بالتحدث عن علم نفس النمو والتنشئة، ولها عديد من المقالات في هذا الصدد، وهي أستاذة مشاركة في علم النفس بجامعة هيوستن، وعضوة في الرابطة الأمريكية لنساء الجامعات، والرابطة الأمريكية لعلم النفس، ولها هذا الكتاب المنشور من أعمالها إضافةً إلى عديد من المقالات.
معلومات عن المترجم:
أحمد عبدالعزيز الشِّيهي: تخرج في كلية الآداب بجامعة المنوفية عام 1996، واشتغل بمجال الترجمة، وهذا الكتاب هو الوحيد المنشور من أعماله.