تطور المهارات المعرفية في الطفولة المبكرة
تطور المهارات المعرفية في الطفولة المبكرة
إن التطور أو النمو المعرفي يعني ببساطة تطور تفكير الطفل بمرور الوقت، ويعتمد مستوى جودة تفاعل الناس مع بيئاتهم على مدى تذكُّرهم للأشياء المكتسبة في الماضي، وكيف يستخدمون ما لديهم من معرفة في تيسير أمور حياتهم بنجاح، ويبدأ تطور الأطفال في بيئاتهم المادية منذ يوم ولادتهم، إذ تتطلَّب الاحتياجات الجسدية للطفل حديث الولادة تفاعلات ثنائية على الفور، وتتشابك هذه التفاعلات بصورة مطلقة مع التطور المعرفي والاجتماعي، ويتطور النمو المعرفي بالتزامن مع المهارة الاجتماعية، ولتحفيز الإدراك المعرفي لدى الأطفال يجب اتباع عدة خطوات منها: متابعة استجابة الطفل تجاه تطور المهارات، وتقديم محفزات للأطفال والحرص على تكرارها.
الحرمان الشديد له أثر بالغ في التطور الجسدي والمعرفي والاجتماعي للأطفال، وفي دراسة تم إجراؤها على مجموعة من الأطفال عانوا الحرمان الشديد في طفولتهم، إذ تمَّت تربيتهم في ملجأ للأطفال، أظهرت الأبحاث انحصارًا في مستويات الذكاء لنصف الأطفال تقريبًا، وأسفر غياب التنشئة والتحفيز في افتقارِهم إلى إجادة المهارات، ولكن عندما تم وضع الأطفال لدى عائلات قدَّمت لهم الحب والاهتمام تغيرت النتائج بشكل ملحوظ، وهذا يدل على أن الحرمان شديد الوطأة، وطويل المدى للأطفال، يعوق تطوُّرهم المعرفي الطبيعي، إذ يعتمد أول عامين للطفل على المعاملة الحسنة، والتربية الجيدة من المحيطين به.
يتسم التطور المعرفي على مدار السنوات الخمس أو الست الأولى من عمر الأطفال بأنه منهجي ورائع، واكتساب مهارة في أحد الجوانب يعكس بدوره عادة اكتساب مهارة أخرى على الجانب الآخر، ويجب على الآباء والأمهات مراقبة سلوكهم وردود أفعالهم أمام أطفالهم لأنهم يقلِّدون ويكرِّرون ما يرونه، والقراءة أمام الطفل منذ صغره تُسهِم بتحسين سلوكه في المستقبل، لكونه سينشأ محبًّا للقراءة.
الفكرة من كتاب تنشئة الأطفال في القرن الحادي والعشرين
الأطفال هم العمود الفقري لجميع الأمم وسبيلها إلى الرُّقي والتقدم، ولذا كانت تنشئة أطفال أصحاء نفسيًّا هي غاية الجميع، ولكن تعزيز الصحة النفسية للأطفال يحظى بتقدير أقل بين الناس، فغايات الصحة النفسية أو أهدافها لا تُناقش بالدرجة التي تُناقش بها متطلَّبات الصحة البدنية للأطفال.
وكان هذا الكتاب قاعدة بيانات ثريَّة بالأبحاث المتعلِّقة بكيفية تنشئة أطفال أصحاء نفسيًّا، وتعريف عامة الناس بها؛ لمساعدتهم على تطبيق هذه المعرفة لنفع أُسَرهم، كما ربط الكاتب بين علم تنشئة أطفال أصحاء نفسيًّا وبين ممارسته والاستمتاع به؛ آملًا أن يتمكَّن جميع المربين والمربيات من الاستفادة منه، وتطبيقه في حياتهم اليومية.
مؤلف كتاب تنشئة الأطفال في القرن الحادي والعشرين
شارون كيه هول: كاتبة تهتم بالتحدث عن علم نفس النمو والتنشئة، ولها عديد من المقالات في هذا الصدد، وهي أستاذة مشاركة في علم النفس بجامعة هيوستن، وعضوة في الرابطة الأمريكية لنساء الجامعات، والرابطة الأمريكية لعلم النفس، ولها هذا الكتاب المنشور من أعمالها إضافةً إلى عديد من المقالات.
معلومات عن المترجم:
أحمد عبدالعزيز الشِّيهي: تخرج في كلية الآداب بجامعة المنوفية عام 1996، واشتغل بمجال الترجمة، وهذا الكتاب هو الوحيد المنشور من أعماله.