تذليل العوائق أمام القرآن
تذليل العوائق أمام القرآن
إن تغيير الوضع قد يكون صعبًا، ولكن باستقراء تاريخ أمتنا الإسلامية نجد نماذج مبشرة كجيل الصحابة وتبدُّل أحوالهم من الجاهلية إلى امتلاكهم مفاتيح الأرض بعد إسلامهم، والخنساء التي دفعت بأولادها الأربعة دفعة واحدة إلى الجهاد لنيل الشهادة، وغيرهما من النماذج، ولكن كيف حدث التغيير وكيف تبدل الحال؟ لقد كان هناك تغيير جذري حدث في أنفسهم فأصبح وسيلة ولَّدت في قلوبهم الإيمان والوصول إلى قمة الإيمان؛ إنه القرآن.
ينهار الجبل رغم شموخه، فكيف لقلبك وهو ألين منه؟ إن القرآن العظيم وسيلة لتقويم سلوكك ليجعلك تستقيم، وحبل استطاع أن يجمع شمل الجميع، لذا فالصحابة عرفوا قدره وتمسكوا به، ونحن من تركنا فأُصبنا بالهزائم والنكبات، تركنا حبل الله الذي يصل السماء بالأرض، كما أصبحت الدنيا أكبر همنا فغرقنا في الشهوات وأصبحنا أذلَّة للكفار كالقردة والخنازير.
والقرآن يخاطب العقل البشري وما يدور فيه من تساؤلات محيرة ليفهم الأمور الدنيوية من خلاله، ولكننا نفهم فلسفات كتب أخرى ونطبِّقها، كما أنه أكثر قدرة على إحداث تغيير حقيقي يقوم على التصور الإسلامي فيقنعه بها، وإذا اقتنع العقل تشكَّل لديه يقين راسخ لكل التصورات والاهتمامات والأفكار فينعكس على سلوكه.
كما أنه يؤثر في قلب الإنسان بمواعظه البليغة وألفاظه القوية التي تكاد تقشعر لها جلود الذين يخافون ربهم، وإذا تجاوب معه القلب فهذا يعني خروجه من الظلمات إلى النور، فينعكس ذلك على الجوارح بالأعمال الصالحة التي كانت مستحيلة قبل ذلك إلى أن يتحرر القلب من الهوى.
بالإضافة إلى أنه يتعامل مع النفس عن طريق معرفة منزلة الله ومعرفة حجم الإنسان وقيمته، فإذا عرف العبد ربه بأنه السميع والبصير، وأنه المنعم على عباده بنعمه التي لا تعد ولا تحصى، وليس لنا إله غيره؛ أخلص كل أعماله له (عز وجل) وصدق معه، كما أنه إذا عرف أنه ضعيف فلن يملك هذه الحقائق ولا يستطيع العقاب والثواب والتحذير من الذنب.
الفكرة من كتاب كيف نغيِّر ما بأنفسنا؟
يتناول الكاتب أسباب دخول أمتنا الإسلامية في نكبات وهزائم متتالية، وكيف نقوم بتغيير أنفسنا من أجل إصلاح الأمة مع تناوله عوائق التغيير، مع الإشارة إلى ما آلت إليه أحوال الأمة الإسلامية، وما أصابنا جراء التأثر بالغرب وأفكاره التي لا تتوافق مع شريعتنا الإسلامية السمحة.
مؤلف كتاب كيف نغيِّر ما بأنفسنا؟
مجدي الهلالي: داعية إسلامي ولد عام 1961 في القاهرة، أسس مؤسسة الصحابي عقبة بن عامر والتي تهتم بالتربية القرآنية للأفراد.
ومن مؤلفاته: “ليلة سقوط بغداد”، و”ألواح ودسر”، و”طوفان محمد”، و”شيفرة بلال”.