جزاء ما اقترفته أنفسنا
جزاء ما اقترفته أنفسنا
الأرض دار امتحان للعباد يمارسون بها العبودية، وقد زيَّنها الله بكل ما قد تميل إليه النفس، فيكون الصراع بين ما يحبه ويرضاه وبين ما تحبه النفس، ليجاهد فيها العبد نفسه قولًا وفعلًا وعملًا سرًّا وعلانية، فإما أن يزداد تعلقًا بالدنيا وزينتها، وإما أن يزداد تعلقًا بالله وما خُلِق من أجله، فأظلم الناس لأنفسهم المبتعدون عن هدى الله، والله لا يظلم عباده ونحن من نختار لأنفسنا الطريق الذي سنسلكه، فهل سنقوم بتحقيق العبودية كما يجب أن تكون أم نتبع الشهوات فنضل ونشقى؟
﴿وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾، واستمرار الولاية هنا مرهون باستمرار الاستقامة، فبنو إسرائيل تغيَّر حالهم ممن فضلهم الله على العالمين إلى سخط بعض منهم قردة وخنازير عندما قابلوا نعمه بالجحود والطغيان، وهكذا فقد غضب الله علينا جزاء ما اقترفته أيدينا بأفعالنا فنجد الذل والهوان في الدنيا، من بنوك ربوية وانتشار الفساد في البر والبحر واتباع العلمانية في الدين حتى أصبحنا في زمن يكون القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر، إذ لاقينا ذلًّا من الكفار، وفرض اليهود سياستهم علينا بامتياز في عقر ديارنا، فمن كتب الله عليهم الذلة والمسكنة إلى يوم القيامة يقومون بإذلالنا! لقد أصبحوا كأداة نؤدب بها؛ ألهذا الحد أغضبناه؟
إن أمتنا كالجسد الواحد، أو كالبنيان المرصوص إذا حدث بعضو ما مكروه يعمل الجميع على علاجه في انسجام وتكامل، ومن واجب المسلم فيها إصلاح الفساد، فالفتنة تصيب الصالح والطالح عامة، والمسلم الحق من يغضب لدينه ويدافع عنه ويفديه بروحه، ولا يكتفي بإصلاح نفسه دون الجماعة، وإصلاح الأمة يتطلَّب روحًا جديدة تسري إلى الأجيال المتعاقبة لتعمل على إصلاحها من جذورها وليس لفترة مؤقتة.
الفكرة من كتاب كيف نغيِّر ما بأنفسنا؟
يتناول الكاتب أسباب دخول أمتنا الإسلامية في نكبات وهزائم متتالية، وكيف نقوم بتغيير أنفسنا من أجل إصلاح الأمة مع تناوله عوائق التغيير، مع الإشارة إلى ما آلت إليه أحوال الأمة الإسلامية، وما أصابنا جراء التأثر بالغرب وأفكاره التي لا تتوافق مع شريعتنا الإسلامية السمحة.
مؤلف كتاب كيف نغيِّر ما بأنفسنا؟
مجدي الهلالي: داعية إسلامي ولد عام 1961 في القاهرة، أسس مؤسسة الصحابي عقبة بن عامر والتي تهتم بالتربية القرآنية للأفراد.
ومن مؤلفاته: “ليلة سقوط بغداد”، و”ألواح ودسر”، و”طوفان محمد”، و”شيفرة بلال”.