على خطى طريق النصر
على خطى طريق النصر
وما نتحدث عنه من القوة المملوكة بين أيدينا لا عن القوة الإلهية التي لا مستحيل معها، وهذا لا يعني أن نتخلَّى عن الأسباب المادية بزعم أنها دون جدوى، بل نجتهد ونعتصم بحبل الله دون دعة أو سكون ونأخذ بالأسباب عسى أن ينصرنا الله، وما نفعله هو امتثال لأمره وتنفيذ لسنته، فقد يكون النصر بعيدًا عن أعيننا مستحيلًا في ظل قوتنا، ولكن ما رأيك في معركة بدر والقادسية واليرموك؟
يتحتم علينا إذن أن نأخذ بالأسباب ونضعها في حجمها المناسب دون تقليل أو تضخيم، نطلب العون والمدد منه وإن كان في أشياء صغيرة، ونتوجَّه إليه وإن انعدمت الأسباب، فالأسباب ما هي إلا وسيلة تتنزَّل من خلالها القدرة الإلهية حيث كان المسلمون الأوائل يطلبون العون والمدد رغم قلة أعدادهم وقلة الأسباب المادية آخذين بالأسباب فكانت النتيجة انتصاراتهم المتعددة في معارك خالدة أشاد بها تاريخنا.
إذًا السبب الأساسي في استجلاب النصر هو تغيير ما بالأنفس والتعلق بالله والتوجه إليه، فإن أخذ العبد بالأسباب المادية فقط خسر وخذل كما حدث في غزوة حنين ﴿وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا﴾.
وإذا وصلنا إلى نقطة البداية الحقيقية فما المنهج الذي سنتبعه؟ الحقيقة أن القرآن هو طوق النجاة ومشروع النهضة والمخرج الوحيد لنا من هذه الفتن المتكالبة علينا، والدخول إلى عالمه ودائرة تأثيره يتطلَّب الاستعداد الجيد له، فالإمداد يكون حسب الاستعداد، ومن الوسائل المعينة على العودة إليه الانشغال به وتخصيص ورد يومي ليكون أول اهتماماتنا وأولوياتنا، وتدبُّر الآيات وفهم معانيها فهمًا جيدًا وتخصيص وقت وليس كمًّا، فالفهم الإجمالي لمعاني الآيات في أثناء القراءة، والتجاوب مع القرآن وأسئلته مثل: ﴿وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ﴾، و﴿أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ﴾، وترديد الآيات المؤثرة في النفس وما يحتاج إليه القلب، وانتفاعنا بالقرآن بالعمل به، وتصفية الذهن قبل القراءة والقراءة في مكان هادئ وتهيئة القلب بالخشية من الله كمثل إسلام عمر بن الخطاب عند سماعه القرآن بعدما سال الدم على وجهه أخته إثر لطمه إياها فرقَّ قلبه، والعمل على استثارة المشاعر بالتفكير في العذاب والموت وسكراته.
الفكرة من كتاب كيف نغيِّر ما بأنفسنا؟
يتناول الكاتب أسباب دخول أمتنا الإسلامية في نكبات وهزائم متتالية، وكيف نقوم بتغيير أنفسنا من أجل إصلاح الأمة مع تناوله عوائق التغيير، مع الإشارة إلى ما آلت إليه أحوال الأمة الإسلامية، وما أصابنا جراء التأثر بالغرب وأفكاره التي لا تتوافق مع شريعتنا الإسلامية السمحة.
مؤلف كتاب كيف نغيِّر ما بأنفسنا؟
مجدي الهلالي: داعية إسلامي ولد عام 1961 في القاهرة، أسس مؤسسة الصحابي عقبة بن عامر والتي تهتم بالتربية القرآنية للأفراد.
ومن مؤلفاته: “ليلة سقوط بغداد”، و”ألواح ودسر”، و”طوفان محمد”، و”شيفرة بلال”.