كيف أتجنَّب الفشل؟
كيف أتجنَّب الفشل؟
إنَّ من سمات التخطيط والإعداد الجيِّد للمشاريع، معرفة العوامل التي قد تتسبَّب في فشل المشروع أو تؤثر بالسلب في تقدُّمه وإتمامه، وأوَّل هذه الأسباب هو الاستسلام لليأس والإحباط، سواءً كان منبعه ضعف الهمة والعزيمة والحديث النفسي السلبي، أو الآراء المثبِّطة من الأهل أو المُحيطين، ولا يجوز للمؤمن القوي ذلك، بل عليه أن يشدَّ عزيمته ويعمل ابتغاء آخرته ودُنياه، ولا ينكسر أمام الفشل، وإنَّما يتعظ به ويأخذ منه خبرة وعدَّة لمواجهة ما هو أكبر، ومن أسباب الفشل أيضًا: التشتُّت وتعدُّد الاهتمامات، فمن يسعى في مشاريع عدَّة دون أن يرتب أولوياته ويعرف ما يناسبه منها فيلزمه وما هو زائد عن طاقته فيتركه يصبح ضحية للتشتُّت ولا يبلغُ نجاحًا أو إخفاقًا، وهناك أيضًا التأجيل والتسويف وإضاعة الوقت فيما لا ينفع، وهذا سبب قاتل للنفس قبل أن يكون أحد مسببات الفشل في المشاريع، لأنَّ ضياع الوقت لا عوض له، ويورثُ الإنسان الندم والحسرة، قال ابن الجوزي (رحمه الله): ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة، ويقدم فيه الأفضل فالأفضل من القول والعمل، ومن أسباب فشل المشاريع: ضعف المتابعة والمراقبة، وبخاصةٍ في المشاريع الفردية الخاصة، حيث يكون الإنسان فيها رقيب نفسه، وينبغي له في هذه الحالة أن يكون وقود نفسه، ويُحيط نفسه بوسط إيجابي من الناصحين العاملين لو تيسَّر له ذلك، فإنَّ ذلك من موقدات العزيمة، وتؤثر الثقة بالنفس أيضًا في نجاح المشروع، فالواثق في نفسه؛ خطواته ثابتة، يتدارك أخطاءه ويتعلَّم منها، لا يتخذها أداة لجلد ذاته وتثبيط عزيمته، وهناك أسباب كثيرة أخرى مثل: عدم التأنِّي واستعجال النتائج، عدم الشعور بالمسؤولية والتراخي في تنفيذ الالتزامات، الانشغال بكماليات الطريق وترك الهدف الرئيس.
الفكرة من كتاب مشروعك الذي يلائمك
خلق الله الإنسان واستخلفه في الأرض ليكون فردًا عاملًا متعبدًا، يصلح ولا يفسد، ويجتهد لا يتكاسل، ويسعى لإعمار الأرض والتعبُّد بعمله فيها عملًا بقوله تعالى ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾، وفي هذا الكتاب، وجَّه الشيخ محمد صالح المنجد حديثه إلى الشباب بخاصَّة، وحدَّثهم عن أهمية وجود مشروع في حياة الإنسان، وكيف يختاره بناءً على مواهبه التي يمتلكها، وما خطوات العمل عليه بدءًا من الإنشاء، ثم عرض الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى فشل المشروعات، وختم حديثه بعرض بعض المشاريع الناجحة ليقتدي بها القارئ في مسيرته.
مؤلف كتاب مشروعك الذي يلائمك
محمد صالح المنجد: فقيه وداعية فلسطيني، حصل على درجة البكالوريوس في البترول والمعادن من جامعة الملك فهد بالسعودية قسم إدارة صناعية، ثم اتجه بعدها إلى الدعوة بإرشاد من الشيخ
عبدالعزيز بن باز فعمل إمامًا وخطيبًا وهو دون الثلاثين، ومارس الدعوة بكل الوسائل المُتاحة على أرض الواقع ومن خلال الشبكة العنكبوتية، فألقى المحاضرات في المساجد وعن طريق البرامج التليفزيونية والتسجيلات الصوتية، لذلك يُعد من أكثر الأئمة تأثيرًا في الأوساط الشبابية، وأنشأ موقع “الإسلام سؤال وجواب” عام 1997 ليكون أول موقع إسلامي على الإنترنت، وما زال يُشرف عليه وعلى تسعة مواقع إسلامية أخرى، ويُشرف أيضًا على منصة “زاد” للتعليم الشرعي، وله مؤلفات عديدة منها: “ظاهرة ضعف الإيمان”، و”كيف تقرأُ كتابًا؟”، والعديد من السلاسل مثل: سلسلة “أعمال القلوب”، وسلسلة “مفسدات القلوب”.