عقلك أفضل مما تظن
عقلك أفضل مما تظن
0
شهدت السنوات الأخيرة تجمعًا للمعارف، وأُنجز خلالها ما يعادل إنجاز كل ما سبقها، وما وصلنا إليه في وقتنا الحاضر هو نتاج المعرفة بالمهارات الواسعة للأدمغة، ولم نعد نراها جامدة كما في السابق؛ إذ إن أغلب الأشخاص الأكثر علمية، استدرجوا إلى دوَّامة مركزها العقل أو الدماغ، فنجد الكيميائيين ينشغلون بمعرفة التركيبات الكيميائيَّة للأدمغة، وعلماء الأحياء والوظائف الحيوية للدماغ، وعلماء النفس ما زالوا في محاولة لإخضاع الأدمغة لتجاربهم التي تبوء بالفشل أغلب الأحيان، إذ إن الجميع وبلا استثناء، لم يتمكَّنوا من معرفة العمليات الجارية داخل دماغ كل شخص منا، وما اكتُشِف خلال العقد الماضي، أننا نمتلك دماغين علويين، لكلٍّ منهما وظائفه الخاصة، الشق الأيسر مسؤول عن: (اللغة، المنطق، الأرقام، السياق، التحليل)، أما الشق الأيمن فهو مسؤول عن: (الإيقاع والتناغم، الموسيقى، الصور، الألوان، أحلام اليقظة، الأحجام والأبعاد)، ويدَّعي الأغلبية أن اختبارات الذكاء هي الوسيلة المثلى لقياس مستوى ذكاء الإنسان، لكن دراسات بيركلي في مجال الإبداع، أثبتت العكس؛ فليس ضروريًّا أن يكون الحاصل على درجات مرتفعة في اختبار الذكاء، شخصًا حرًّا في التفكير أو مرنًا، أو صاحب معلومات واسعة، ومحبًّا للقضايا المعقدة، كما نسي أولئك المدَّعون أن علينا الاهتمام بثلاثة أجزاء مهمة، وهي: (العقل المختبر، الاختبار ذاته، النتائج) ركزوا على الاختبار ونتائجه، مهملين العقل، فصار الاختبار يقيس النشاط الإنساني غير المدرَّب والمطوَّر، بدل القدرات الرئيسة للإنسان، ومن الطبيعي رؤية الأطفال يتحدثون وهم في سن الثانية، لكن بتتبُّع عملية التعلم فهو أمر بالغ التعقيد والصعوبة، فجرِّب الاستماع لمتحدث لا تفقه لغته، ولا الموضوع الذي يتحدث عنه، لن تفهم شيئًا أبدًا، بل ستجد الأصوات متداخلة وغير واضحة، وتعلم الكلام ليس التغلب على مشكلة الموضوع واللغة فقط، بل الفصل والتمييز بين ما له معنى وما ليس له معنى، وقدرة الطفل على تعلم اللغة تقحمه في عمليات أخرى من تنظيم وفهم للرياضيات، والموسيقى، وعلم اللغة، والتكامل والإبداع.. ومن الصعب الآن لشخص التشكيك في قدرات دماغه، وهو شاهد على تعلمه كيفية التحدث والقراءة، وفي الواقع لا شك أن أدمغتنا قادرة على إنجاز أعمال أكثر تعقيدًا مما نعتقد.
الفكرة من كتاب استخدم عقلك
في عصرنا الحالي، نمتلك مئات الكتب في شتى المجالات، التي تتناول أبسط المعلومات وأعقدها، لكننا نفتقد أبسط المعلومات في أعقد الأنظمة وأهمها وهي أنفسنا، ولأن العقل هو المركز الرئيس لهذا النظام، يتناول الكتاب الطريقة المُثلى، لكيفية استخدامه، وحفظ المعلومات فيه وتذكُّرها بشكل صحيح.
مؤلف كتاب استخدم عقلك
توني بوزان: أو أستاذ الذاكرة، هو كاتب ومؤلف في مجالي علم النفس والتنمية البشرية، يرأس مؤسسة Brain Foundation، وهو منشئ مؤسسة Brain Trust Charity ونادي Use your Brain، وله 82 كتابًا في علوم الذاكرة والعقل والتعلم، شارك في بعضها وانفرد بكتابة البعض الآخر، وأشهر مؤلفاته المنفردة: “خرائط العقل”، و”استخدم ذاكرتك”، و”علم نفسك الأدلة الإرشادية إلى المذاكرة”، و”العقل أولًا”، و”العقل واستخدام طاقته القصوى”.
معلومات عن المترجم:
عبدالله مكي القروص: وهو كاتب ومترجم سعودي، قام بترجمة العديد من الكتب اليابانية والغربية، أهمها: “خفايا المعجزة اليابانية”، و”القراءة السريعة”، و”مدخل إلى حاصل الذكاء”، و”تشكيل الورق على الطريقة اليابانية”.