هذا الزمن
هذا الزمن
في زماننا هذا تعقدّت المصالح، وكثرت أشكال المعاملات، كما كثرت طرق الكسب والدخل، وبما أن أكثر الذين يديرون الاقتصاد العالمي، لا يدينون بدين الإسلام، ولا يهتمون بأحكام الشريعة في مسألة الكسب.
وفي حديث أبي هريرة -رضى الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر أن “الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء: يا ربُ يا ربُ، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وغُذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك”.
وعصرنا هذا أيضًا هو عصر المساومة، فالغرب فتح وعي الناس على مصالحهم على نحو لم يسبق له مثيل، وفي سبيل الاستحواذ على أكبر قدر ممكن من المنافع المادية صار كل شيء قابلًا للتفاوض حتى مبادئنا، وحين يكون الإنسان مستعدًا للتنازل عن بعض ما يؤمن من أجل مصالحه، فإنه يكون قد خسر الكثير، وإذا استطعنا أن نربي أطفالنا على مبدأ يقول: “الله هو الرزاق”، ومبدأ “من ترك شيئًا لله عوضه خيرًا منه”، فلن يقبلوا أخذ الرشوة، والإهانة، ولن يذلوا أنفسهم لأحد.
إن الذي يتمسك بمبادئه وقيمه، ويحرص على صيانة كرامته، قد يخسر بعض الأشياء على المدى القريب، لكنه يكسب نفسه على المدى البعيد، وأن التمسك بالمبدأ بالنسبة للأسرة المسلمة يعني الآتي:
تشجيع أفراد الأسرة بعضهم بعضًا على الصبر ومقاومة الرغبات.
لكل شيء ثمن.
محاولة استحضار معنى أن العيش عيش الآخرة.
التذاكر المستمر في الأمور التي لا تنبغي للأسرة التنازل عنها.
الفكرة من كتاب مسار الأسرة
انطلاقًا من شعور الكاتب بما تعانيه الأمة من ارتباك شديد على المستوى الأسري، يضم هذا الكتاب مجموعة من المفاهيم والمبادئ والقيم التي تجسد خارطة السير للأسرة المسلمة، وترسم ملامح اتجاهها في هذه الحياة على مستوى الرؤية والأخلاق والسلوك والعلاقات والاهتمامات.
مؤلف كتاب مسار الأسرة
د. عبد الكريم بن محمد الحسن بكّار، كاتب سوري وأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود.
حصل على البكالوريوس من كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر وعلى الماجستير والدكتوراه من قسم اللغة بالكلية نفسها.
له العديد من المؤلفات والكتب، منها: “القراءة المثمرة، والعيش في الزمان الصعب، و تجديد الوعي، واكتشاف الذات”.