الحد من العمل السطحي
الحد من العمل السطحي
بالنسبة لمعظم الشركات إذا تخلَّصت من قدر كبير من العمل السطحي فإن محصِّلة إنتاجها النهائية ستظل ثابتة ولن تتأثر، ويمكن تعريف العمل السطحي على أنه أداء المهام التي لا تتطلب معرفة، وذات طابع لوجستي، وتؤدَّى في أثناء تشتُّت الذهن، وقيمة العمل العميق تفوق بشكل كبير قيمة العمل السطحي، ولكن هذا لا يعني أنه يجب علينا السعي بشكل خيالي للعمل العميق لأنه من الصعب أن نقضي يومًا كاملًا في العمل بعمق، ونحتاج إلى كمية ليست ضئيلة من العمل السطحي، ولذا يجب أن تتعلم كيفية التحكم في تأثير العمل السطحي على جدولك، وليس التخلُّص منه تمامًا.
وللحدِّ من السطحية يجب عليك جدولة كل دقيقة من يومك لأن إتقان العمل العميق يتطلَّب منك التعامل مع وقتك باحترام، ولفعل ذلك يجب أن تقرِّر مسبقًا ما تريد القيام به خلال كل دقيقة من يوم عملك، كما يحب عليك تحديد عمق كل نشاط تقوم به، إذ إن المهام التي تحتاج لخبرتك تميل إلى أن تكون مهام عميقة، واعتماد نهج الجدول الثابت من خلال تحديد هدف صارم وهو عدم العمل بعد وقت معين يجعلك تركز أكثر على ما ترغب بالانتهاء منه، ويعمل تقليل العمل السطحي والمحافظة على العمل العميق على منحنا الكثير من الوقت والمحافظة على العمل العميق.
ولا يكتمل الحديث عن السطحية دون الأخذ في الاعتبار رسائل البريد الإلكتروني، لأنها تقدم تدفقًا مستمرًّا لعوامل تشتيت الانتباه، وتضيع الكثير من الوقت، وللسيطرة على مراسلاتك الإلكترونية يجب عليك استخدام أسلوب تصفية الرسائل، فلا ترد على الرسائل التي لن تفيدك ولا ترسل رسائل يمكن أن تفتح حوارًا طويلًا، وربما يستغرق ذلك منك بعض الوقت في البداية ولكنه سيقلِّل كثيرًا من التأثير السلبي لهذه التكنولوجيا في قدرتك على القيام بالعمل ذي الأهمية الكبيرة.
الفكرة من كتاب عمل عميق.. قواعد لتحقيق نجاح مركز في عالم مشتَّت
يمثل العمل العميق حاليًّا أهمية كبرى يغفل عنها الجميع، فهو ضروري للنجاح لأنه يدفع قدرات الشخص المعرفية إلى أقصى مدى، مما يجعل الفرد قادرًا على أداء أغلب المهام الصعبة، ويطوِّر من نفسه، على عكس العمل السطحي.
والعمل العميق مهم لدرجة أننا يمكن أن نعتبره “القوى العظمى في القرن الحادي والعشرين”، ولأن القدرة على أداء عمل عميق أصبحت نادرة بشكل متزايد، فقد قام هذا الكتاب بمناقشة أهمية العمل بعمق، كما قدَّم طرق اكتساب تلك المهارة، وصقلها، وكيفية تغيير عادات العمل، وجعلها أكثر إنتاجية، وحياة عميقة تعني حياة جديدة.
مؤلف كتاب عمل عميق.. قواعد لتحقيق نجاح مركز في عالم مشتَّت
كال نيوبورت : كاتب، وعالم حاسوب أمريكي، وُلد في عام 1982، وحصل على الدكتوراه من معهد “ماساتشوستس” للتكنولوجيا في عام 2009، ويعمل حاليًّا أستاذًا مشاركًا في علم الحاسوب في جامعة “جورجتاون”، ويتركز عمله على خوارزميات التواصل الصعبة، ودراسة أنظمة الاتصالات في الطبيعة، وله مدونة باسم “Study Hacks”، تهتم بمواضيع النجاح الأكاديمي والمهني، وقام بتأليف العديد من كتب تطوير الذات.
من أهم أعماله:
Digital Minimalism.
Time-Block Planner.
How to win at college.
A World Without Email.
So Good They Can’t Ignore You.