العمل العميق هادف ولكنه نادر
العمل العميق هادف ولكنه نادر
تقوم العديد من الاتجاهات التجارية الكبيرة في عالم التجارة اليوم بالتقليل من قدرة البشر على أداء العمل العميق، وذلك من خلال العديد من المشتِّتات التي تقدِّمها لهم في مقر العمل، مثل وسائل التواصل السريعة، التي وإن كانت تجعل الحياة والعمل أكثر سهولة، إلا أنها تُبعد الناس عن العمل بعمق؛ فتجد الشخص يكتب مقالًا، ويطالع “تويتر”، ويرد على رسائل البريد الإلكتروني في نفس الوقت، فهو بذلك لن يركِّز في أي مهمة من الثلاث وسينتج عملًا أقل في الجودة والإنتاجية، ومن هنا أصبح العمل بعمق يواجه مشكلة الندرة لأن احتضانَنا الحالي للملهيات هو ظاهرة واقعية، ولكنها ذات أساس متزعزع، ويمكن التخلُّص منها بسهولة بمجرد أن تقرِّر صقل مبدأ العمل العميق.
في تجربة أجراها مدير قسم التكنولوجيا بإحدى الشركات لحصر الوقت الذي يستهلكه الموظفون في التعامل مع البريد الإلكتروني، وجد أنها تستغرق منهم نحو ساعة ونصف في اليوم مخصَّصة لتبادل الرسائل، وقد أثمرت هذه التجربة عن نتيجة لافتة للانتباه حول التكلفة الواقعية لهذا السلوك غير الضار ظاهريًّا، وجعلته يتساءل عن أثر تلك العادات في استخدام البريد الإلكتروني على الدخل الصافي للشركة، واكتشف أنها تضرُّ بدخل الشركة بشكل كبير، وهنالك بعض الأشخاص يشغلون أنفسهم كبديل للإنتاجية، فيظهرون أنهم كثيرون الانشغال عن طريق القيام بكثير من الأشياء بطريقة مرئية.
كما أثار فضول أشخاص آخرين عن ما إذا كان الاتصال بالإنترنت باستمرار يعود حقًّا بالنفع على العمل؟ وقام فريق بوقف استخدام الإنترنت في مكان العمل لفترة وسط غضب الشركة المسؤولة لأنها ظنَّت أن ذلك يضع مسيرتهم المهنية على المحك، ولكن النتيجة كانت صادمة، فقد وجد فريق العمل متعة أكثر في أداء أعمالهم، وتواصلًا أفضل فيما بينهم، كما زادت إنتاجية الشركة وجودة الأعمال، ولذا فإن العمل العميق هادف رغم ندرته بسبب ظروف العصر الحالي، وكلما زادت ندرته زادت قيمته.
الفكرة من كتاب عمل عميق.. قواعد لتحقيق نجاح مركز في عالم مشتَّت
يمثل العمل العميق حاليًّا أهمية كبرى يغفل عنها الجميع، فهو ضروري للنجاح لأنه يدفع قدرات الشخص المعرفية إلى أقصى مدى، مما يجعل الفرد قادرًا على أداء أغلب المهام الصعبة، ويطوِّر من نفسه، على عكس العمل السطحي.
والعمل العميق مهم لدرجة أننا يمكن أن نعتبره “القوى العظمى في القرن الحادي والعشرين”، ولأن القدرة على أداء عمل عميق أصبحت نادرة بشكل متزايد، فقد قام هذا الكتاب بمناقشة أهمية العمل بعمق، كما قدَّم طرق اكتساب تلك المهارة، وصقلها، وكيفية تغيير عادات العمل، وجعلها أكثر إنتاجية، وحياة عميقة تعني حياة جديدة.
مؤلف كتاب عمل عميق.. قواعد لتحقيق نجاح مركز في عالم مشتَّت
كال نيوبورت : كاتب، وعالم حاسوب أمريكي، وُلد في عام 1982، وحصل على الدكتوراه من معهد “ماساتشوستس” للتكنولوجيا في عام 2009، ويعمل حاليًّا أستاذًا مشاركًا في علم الحاسوب في جامعة “جورجتاون”، ويتركز عمله على خوارزميات التواصل الصعبة، ودراسة أنظمة الاتصالات في الطبيعة، وله مدونة باسم “Study Hacks”، تهتم بمواضيع النجاح الأكاديمي والمهني، وقام بتأليف العديد من كتب تطوير الذات.
من أهم أعماله:
Digital Minimalism.
Time-Block Planner.
How to win at college.
A World Without Email.
So Good They Can’t Ignore You.