سلوكيَّات بسيطة تقي عللًا خطيرة
سلوكيَّات بسيطة تقي عللًا خطيرة
هناك بعض العادات والسلوكيات التي تستلزم أن يراعيها الأبوان، ورغم بساطتها فإنها مهمة وتقي الطفل مخاطر كان من اليسير تجنبها، وأيسرها أن نُجنِّب أطفالنا خصوصًا في أعمارهم الأولى الأماكن المزدحمة المغلقة قدر الإمكان، لأن الأمراض الفيروسية والبكتيرية مثل البرد والإنفلونزا والالتهاب السحائي والدرن قد تنتقل عبر الرذاذ المتطاير ولا تتحمَّل مناعة الأطفال ذلك، كما ينبغي إبعاد الطفل عن الأماكن القذرة والحرص على ارتدائهم الأحذية، وذلك لأن الأماكن التي تكون فيها مصادر مياه ملوَّثة قد تنتقل فيها عدوى البلهارسيا للإنسان، وأخيرًا الاهتمام بالنظافة الشخصية بالانتظام في الاستحمام وغسل الأعضاء ومراعاة نظافة الملابس.
ننتقل بعد ذلك إلى البيئة المحيطة التي تتمثَّل في مسكن صحي تدخل الشمس والهواء كل غرفه باستمرار، وماء نقي صالح للشرب، ومنزل نظيف خالٍ من الحشرات الضارة والآفات، ووسائل لحفظ الأغذية مثل غلي الألبان قبل شربها، والحرص على تغليف أطعمة الخضر والفواكه واللحوم والأسماك، ومن ثم تبريدها بشكل جيد في الثلاجات، ولتعلم أن المياه الملوثة وحدها قد تتسبَّب في أمراض مثل التيفود والتهاب الكبد الوبائي والكوليرا وغيرها، كما أن الإهمال في التخلُّص من القمامة قد يتسبَّب في وجود الحشرات والآفات ومنها الذباب والقمل والبراغيث، فالذباب يسهم في نقل ميكروبات الجروح المتقيِّحة والرمد الصديدي إلى الأطعمة والشراب، أما القمل والبراغيث فقد تنقل أمراض الطاعون والتيفوس المتوطِّن والتيفوس الوبائي، كل هذا يمكن تجنُّبه بالنظافة الشخصية وتعريض الفراش للشمس.
اختتم الكاتب أمر الوقاية بالالتزام بالإسلام باعتباره خير وقاية، إذ شرَّع هذا الدِّين الوضوء وجعله شرطًا أساسيًّا لصحة الصلاة، ثم الاغتسال الذي أوجبه الإسلام في حالات الاحتلام والجماع والحيض والنفاس، كما لم يترك الإسلام أمر البيئة والمجتمع أيضًا، بل أكَّد أهمية حماية موارد المياه من التلوث فنرى رسول الله ينهى عن الملاعن الثلاث، وهي البراز في الموارد وقارعة الطريق والظل، كما نهى أن يُبال في الماء الراكد والجاري.
الفكرة من كتاب وقاية الطفل من الأمراض
لا تُكلِّف الوقاية شيئًا رغم أنها تكفي المرء بلاءً ليس من السهل تخطِّيه أبدًا، فمرض مثل شلل الأطفال الذي قد يصيب أي طفل دون استثناء ويجعله عاجزًا طوال حياته يمكننا الوقاية منه فقط بتطعيم يتكوَّن من ثماني نقاط لا أكثر، إذًا فالمعرفة والإلمام بسُبُل الوقاية الصحية هي سلاح ينبغي للوالدين امتلاكه، كما أن المرءَ يحمل أمانة ومسؤولية تتمَّثلان في أن يكون طفله صحيحًا سليمًا وليس نهبًا لتلك العلل، إذًا كيف تقي طفلك الأمراض؟
يقدِّم هذا الكتاب نصائح تتعلَّق بوقاية الطفل من مختلف الأمراض، ويبدأ من أول مرحلة يمكن بدء الوقاية فيها مرورًا بالخطبة ثم الزواج ثم الحمل والولادة ثم نشأة الطفل بين أبويه حتى يكبر وينمو صحيحًا سالمًا بإذن الله.
مؤلف كتاب وقاية الطفل من الأمراض
سناء عبدالله أبو زيد: هو طبيب متخصص في طب الأطفال، وقد ألَّف كتبًا تحت اسم “سلسلة سفير التربوية”، ومنها هذا الكتاب، وكتاب “مشكلات الطفل الرضيع”.