متى تبدأ وقاية طفلك؟
متى تبدأ وقاية طفلك؟
لا شك في أهمية الوقاية التي تمنع أمراضًا متعدِّدة لا يُدرك المرء بها ما تعنيه الوقاية فعلًا إلا -ولا قدر الله- إذا أصابه مرضٌ ما، وبالنسبة للطفل فالوقاية لا تبدأ فقط منذ الأيام الأولى التي تحمل فيها المرأة، بل قبل ذلك بكثير وهذا إيمانًا بمبدأ أن بنات اليوم أمهات الغد، إذًا فالوقاية يجب أن نبدأ بها في لحظات الفتاة الأولى في الحياة لا حتى لحظات الزواج أو الحمل الأولى، لكن ما هي الأمراض الأكثر شيوعًا في هذه الفترة من حياتها؟
لنبدأ بمرض الكساح؛ وهو باختصار مرض يؤثر في عظام الحوض مما يسبِّب تشوُّهًا وضيقًا ملحوظًا بها، وينعكس أثر ذلك في البنت التي ستتأثَّر بذلك مستقبلًا في مرحلة الحمل، ثم الولادة التي ستكون قيصرية، لكن هناك سُبُل لوقاية الفتاة منه منذ طفولتها، وأولها أن يحرص الأبوان على فتح النوافذ لوصول الشمس المُبكرة إليها، وأيضًا التركيز على تناول الطفلة للَّبن ومنتجاته وزيت كبد الحوت، هذا بجانب عدم المبالغة في ارتداء الطفلة لملابس كثيرة لا داعي لها.
وهناك أمراض مزمنة إذا أُصيبت بها الفتاة فغالبًا سيتأثر بها الجنين مستقبلًا لأن تلك الأمراض تعوق النمو الطبيعي داخل الرَّحِم، ولعلَّ أبرزها هو روماتيزم القلب الذي على الرغم من خطورته فإن بداية مشاكله يمكن تفاديها بالوقاية وهي التهاب الحلق، والوقاية منها تتمثَّل في اتِّقاء الزحام بالأماكن المغلقة والحرص على دخول الشمس والهواء باستمرار إلى المنزل، وإن حدثت فيجب اللجوء إلى الطبيب الذي سيُوجّه غالبًا بالحصول على “البنسلين” طويل المفعول الذي سيقي من التهاب الغشاء الداخلي للقلب لمنع المضاعفات.
وهناك مرض الدرن؛ وهو قد يصيب الجهازين التنفسي والهضمي، وينتقل إما عبر الرذاذ المتطاير من مريض الدرن، وإما عبر الطعام والشراب الملوثين مثل لبن الماشية المصابة، وتكون الوقاية الأساسية في توخِّي الحيطة والحذر إذا تم التعامل مع مريض الدرن، ومراعاة النظافة بشكل جيد عبر تعقيم الأواني وغلي الألبان، والحصول على تطعيم الدرن.
الفكرة من كتاب وقاية الطفل من الأمراض
لا تُكلِّف الوقاية شيئًا رغم أنها تكفي المرء بلاءً ليس من السهل تخطِّيه أبدًا، فمرض مثل شلل الأطفال الذي قد يصيب أي طفل دون استثناء ويجعله عاجزًا طوال حياته يمكننا الوقاية منه فقط بتطعيم يتكوَّن من ثماني نقاط لا أكثر، إذًا فالمعرفة والإلمام بسُبُل الوقاية الصحية هي سلاح ينبغي للوالدين امتلاكه، كما أن المرءَ يحمل أمانة ومسؤولية تتمَّثلان في أن يكون طفله صحيحًا سليمًا وليس نهبًا لتلك العلل، إذًا كيف تقي طفلك الأمراض؟
يقدِّم هذا الكتاب نصائح تتعلَّق بوقاية الطفل من مختلف الأمراض، ويبدأ من أول مرحلة يمكن بدء الوقاية فيها مرورًا بالخطبة ثم الزواج ثم الحمل والولادة ثم نشأة الطفل بين أبويه حتى يكبر وينمو صحيحًا سالمًا بإذن الله.
مؤلف كتاب وقاية الطفل من الأمراض
سناء عبدالله أبو زيد: هو طبيب متخصص في طب الأطفال، وقد ألَّف كتبًا تحت اسم “سلسلة سفير التربوية”، ومنها هذا الكتاب، وكتاب “مشكلات الطفل الرضيع”.سناء عبدالله أبو زيد: هو طبيب متخصص في طب الأطفال، وقد ألَّف كتبًا تحت اسم “سلسلة سفير التربوية”، ومنها هذا الكتاب، وكتاب “مشكلات الطفل الرضيع”.