سر الحب ومعناه
سر الحب ومعناه
الحب هو سر من الأسرار، لا نستطيع أن نعبر عنه بكلمات محدودة، فهو خبرة إنسانية متكاملة لا نستطيع فهمها إلا في حالة ممارستها، والمرور بها شخصيًّا، فهو مثل القوى التي لا تُرى، ولكنها تؤثر في وجودنا وتؤثر في حركة الكون، وتكمن صعوبة وصف الحب في أنه مزيج من الانفعالات التي تختلط وتوجد في آنٍ واحد، كما ترتبط به أسئلة لا توجد إجابة لها مثل: لماذا أحبَّها؟ ولماذا أحبَّته، ولماذا هو بالذات؟ ولماذا هي بالأخص؟ ومن أحد أسرار الحب المهمة أبدية العلاقة، فالإنسان لا يحب إلا شخصًا واحدًا حبًّا حقيقيًّا ليس من قبله وليس من بعده.
والحب لا يعتمد على مهارة خاصة وليس بحاجة إلى تعليم، إنما هو نزوع فطري، وهو ذلك الاستعداد الخاص للروح كي تكون قادرة على معرفة الحب حين تلتقي المحبوب، ولذلك فالمحبوب هو النصف المكمل لنا، والذي حين نلتقيه تكتمل الصورة فيتحقَّق المعنى بالكامل والشعور بالتكامل، ولهذا فالعلاقة في الحب الحقيقي لا يمكن أن تقوم إلا مع إنسان واحد، نصف مكمل، لا بديل له، ولا استغناء عنه، وإذا كان المحبون -فرضًا- غير مخلصين قبل الحب فإنهم يصبحون مخلصين بعد الحب، والفضل في ذلك يعود إلى الحب.
وأمام الحب تفقد النسبية معناها وقيمتها، فليس له أسباب أو مبرِّرات أو علل أو مقدِّمات، وتكون إجابة المحبين عن أسئلة مثل: لماذا نحبه؟ لأننا نحبه، ولماذا هو بالذات؟ لأنه هو الذي كان يجب أن نحبه، وهو الذي كان في خيالنا وضميرنا، ولهذا فالأصح أن نقول إننا أحببناه ثم قابلناه لا أن نقول قابلناه فأحببناه، وقد تعتب المرأة أحيانًا على حبيبها أنه لم يلحظ فستانها الجديد، وتتهمه بعدم الاهتمام، والحقيقة أن اهتمامه لم يفتر ولكنه يراها الجمال المطلق، فإن أي شيء جديد لا يزيدها حسنًا، فهي الحسن بذاته.
الفكرة من كتاب معنى الحب
يعدُّ الحب من أكثر الأمور التي تحيط بحياة الإنسان غموضًا، فمن الصعب الحصول على معنى شامل يصفه، إذ تجد كل شخص يتفنَّن في وضع معنى جديد له، وهذا يجعلنا نتساءل: هل الحب وهم جميل يبدو من صِدقِه وكأنه واقع؟ أم هو حلم رائع يبدو من وضوحه وكأنه حقيقة؟
وخلال السطور القادمة ستعرف ما الحب؟ وما معناه؟ وستجد إجابات عن تساؤلاتك مثل، هل نحب بالقلب أم بكل الجسد؟ وهل يحب الإنسان ليعيش أم يعيش ليحب؟ وإذا كان الحب عطاءً مطلقًا فهل يستطيع الأناني أن يحب؟ وهل تتشابه تجارب الحب أم أن كل تجربة فريدة مستقلة لا يمكن مقارنتها بحب آخر؟
مؤلف كتاب معنى الحب
عادل صادق عامر عبدالله (1943-2004): هو كاتب وطبيب نفسي مصري، وُلد بالقاهرة عام 1943، حصل على زمالة الكلية الملكية بلندن، وزمالة الجمعية الأمريكية للطب النفسي، كما شغل منصب الأمين العام لاتحاد الأطباء النفسيين العرب، ورئيس تحرير مجلة “الجديد” في الطب النفسي، وكتب العديد من المقالات لصحيفة “الأهرام”، وتُوفي في عام 2004 عن عمرٍ يُناهز الستين، بعد أن ترك لنا إرثًا من روائع كتاباته.
ومن أهم مؤلفاته: “مشكلات عاطفية”، و”في بيتنا مريض نفسي”، و”من أنا؟ من أنت؟ من هو؟”، و”كيف تصبح عظيمًا”، و”متاعب الزواج”، و”الزوج أول من يشكو”، و”امرأة في محنة”، و”حب بلا زواج وزواج بلا حب”، و”الألم النفسي والعضوي”، و”أزواج وزوجات أمام الطبيب النفسي”.