الفتنة الكبرى.. الأصولية
الفتنة الكبرى.. الأصولية
هي الخطر الأعظم في عصرنا لأنها ضد الحوار والتفاهم فيرى كل طرف نفسه مالكًا لناصية الحق المطلق، فيحاول فرضه ولو بالقوة على بقية الأطراف.
ويرى المؤلف أن ميلاد الأصولية الإسلامية يرجع إلى سببين أولهما الهجمة الاستعمارية والكبت والقهر، فكانت الأصولية نتيجة متعصبة معاكسة لاسترداد الهوية، والسبب الثاني هو كبديل بعد سقوط الشيوعية، والانحلال الأخلاقي في الغرب الرأسمالي. وكان أن ظهر بسبب ذلك الفتن في العالم الإسلامي والعربي داخليًّا بين ميليشيات تحارب بعضها باسم بالدين وما يريدون إلا علوًا في الأرض وإفسادًا، فأصبح ولاؤهم سياسيًّا وليس دينيًّا، وما الدين إلا غطاء لتحقيق مصالح هذه الميليشيات على حساب تفتت المسلمين وانهزامهم.
ويتابع: وتتجلى الأزمة بين الأصوليين الإسلاميين فيختلفون على أمور ثانوية وفرعية من العبادات كالنقاب وإطلاق اللحية والجلباب والتماثيل والصور وهي أمور لا تساوي على أي حال أن يذبح المسلمون بعضهم بعضًا ويكفر بعضهم بعضًا، وعند الصراعات الحقيقية كحرب الصرب لا يهبّون لنجدة إخوانهم في الله من المسلمين فيصبح تديننا كله محل شك!
ويشير إلى أن الحل في أن يكون لنا إيمان المسلمين الأوائل والعودة للحق الظاهر كضوء النهار، وما يميز الإسلام من أخلاق وقيم عليا وتسامح وإعمال عقل وعدل وحرية وشورى العودة لدين الفطرة بعيدًا عن تنطع الأصوليين، فيكون الإسلام السياسي هو صناعة رأي عام مستنير يجمع الأمة ولا يفرقها، ويكون الرأي العام الإسلامي من القوة بحيث يلزم الحاكم يوجهه في جميع قراراته، وذلك دون ترهيب ومنازعات كما فعل اليهود بتشكيل جماعات ضغط لوبي في الكونجرس والصحافة والإعلام فأثروا على الرأي العام الذي ولا بدَّ يعمل الحاكم له ألف حساب.
لم تكن الأصولية الإسلامية هي الوحيدة في الميدان، فهناك النازية والفاشية والماركسية والصهيونية والفاتيكانية فلم ينتج عن كل ذلك إلا خراب، والأصولية الصهيونية هي أم الفتن وهي قمة التسيس الديني الإجرامي والحل في ذلك هو الانفتاح وترك العصبيات والأصوليات ما لم يكن الأوان قد فات بعد!
الفكرة من كتاب الإسلام السياسي والمعركة القادمة
إن الإسلام السياسي هو صناعة رأي عام إسلامي قوي ومؤثر، وهدفه أن يصبح الرأي العام الإسلامي من القوة بحيث يصبح ملزمًا للحاكم وموجهًا له في جميع قراراته.. هكذا يُعرف مصطفى محمود الإسلام السياسي في كتابه الذي يتناول فيه تحليلًا لموقف الإسلام السياسي والتحديات الواقعة عليه داخليًّا وخارجيًّا ومشكلة الأصولية ومعاداة أمريكا وإسرائيل لكل ما هو إسلامي وإثارتها الفتن لأجل مصالحها ونهب الثروات وحسب.
مؤلف كتاب الإسلام السياسي والمعركة القادمة
مصطفى محمود (1921 – 2009)، فيلسوف وطبيب وكاتب مصري.
ألف أكثر من 80 كتابًا منها الكتب العلمية والدينية والفلسفية والاجتماعية والسياسية، إضافةً إلى الحكايات والمسرحيات وقصص الرحلات، ويتميز أسلوبه بالجاذبية مع العمق والبساطة.
قدم أكثر من 400 حلقة من برنامجه التلفزيوني الشهير (العلم والإيمان).