أهمية تجارة العبيد
أهمية تجارة العبيد
كان للعبيد أهمية كبيرة في بناء الجيوش من مراكش حتى تركيا، واستخدام النساء كجوارٍ أو خادمات في المنازل، والرقيق العاديون استخدموا لزراعة الأرض وكانت الزراعة حرفة مهمة جدًّا في غرب ووسط أفريقيا وقائمة بالأساس على تجارة الرق، وقد عرفت السودان منذ القدم بأنها سوق للرقيق، فكانت تقوم بغارات نهب من أجل أسر الرقيق وبيعهم لتجار شمال أفريقيا، وكان الطريق من تشاد إلى طرابلس هو طريق الرقيق الذي لُطِّخ بالدماء وتتناثر فيه آلاف الهياكل العظمية.
وكانت القبائل الأفريقية في غرب ووسط أفريقيا، عندما يرتكب أحد أبنائها جرمًا كبيرًا مثل: السحرة، والزناة وقطاع الطرق، والعاجزين عن سداد الديون، يقومون ببيعه في سوق العبيد، وقد استرقت قبائل الفولانى قبائل الهوسا، لأنهم كانوا في غرب أفريقيا يقيسون الثروة والسلطة بالرجال المستعبدين أكثر مما يقيسونها بالأفدنة، وكانت حياة العبيد مرهونة على الأختام، فكان لكل عبيد ختم الملك الذي يمتلكه، ويعامل مثل الحيوانات.
أما أسعار العبيد فكانت تختلف على حسب السن والنوع ودرجة الوسامة والجمال، كما كان يؤخذ في الاعتبار اختلاف المناطق، وكان الاسترقاق يُعامَل كسلعة مرتفعة الفاقد لأن جزءًا كبيرًا من الرقيق كان يقع فريسة المرض نتيجة مشقة الرحلة وسوء التغذية وقسوة المناخ، وهذا فضلًا عن هروب بعضهم من القوافل التجارية، فكلما تقدمت القوافل نحو الساحل ارتفع سعر الرقيق.
الفكرة من كتاب تجارة العبيد في أفريقيا
يتضافر هذا الكتاب مع كتاب “العبودية في أفريقيا” الذي يوضح معاملة العبيد الأفارقة، وقد عرفت القارة الأفريقية ظاهرة الرق قبل مجيء الأوروبيين إليها، فكان الرق مكونًا حيويًّا في إطار المجتمع، وله مكان معين تحدده التقاليد السارية والعادات، ولكن تحولت على يد الأوروبيين إلى عملية وحشية من الصيد الذي لا يرحم، وبعد انتهاء مرحلة الاسترقاق في القارة الأفريقية اتجهوا إلى السيطرة على القارة بأكملها شعبًا وأرضًا، وبدأت مع مرحلة الاستعمار الانقسامات بين أبناء القارة مما ساعدهم على عملية الغزو والسيطرة على أراضي القارة وجني ثرواتها منها.
مؤلف كتاب تجارة العبيد في أفريقيا
عايدة العزب موسى: كاتبة مصرية متخصِّصة في الشأن الأفريقي، ولديها الكثير من الأعمال حول أفريقيا، ولها العديد من المؤلفات والكتب منها: “محنة الصومال من التفتيت إلى القرصنة”، و”جذور العنف في الغرب الأفريقي”، و”حالتا مالي ونيجيريا”.