على من تقع مسؤولية الرق في أفريقيا؟
على من تقع مسؤولية الرق في أفريقيا؟
انتشرت ظاهرة الرق بين الحكام والفلاسفة، وكانت آراؤهم تؤيد عملية الرق مثل: “أرسطو”، و”أفلاطون”، والرومان الذين اشتهروا بالتقنين كان المبدأ السائد عندهم أن الرقيق هم مثل الحيوانات، كما انتشر الرق في إيطاليا ومارسه أيضًا الكثير من القادة الليبراليين، وبداها الإسبان في القرن السادس عشر، فكانوا لا يعتبرون الهنود من الجنس البشري، ويعاملونهم كالكلاب والخيل، ولكنهم فشلوا باستعباد الهنود لأنهم لم يتحملوا العمل الشاق تحت الشمس الحارقة، فلذلك لجؤوا إلى استرقاق الزنجي الأفريقي.
واتخذت الكنيسة في عام 1442 عبودية الزنوج من قبل أسقف الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، وقد أعلن البابا يوجسيتياس الرابع مسؤوليته في خطف الرق الأفارقة بواسطة الملك هنري الملاح، وفي الخمسينيات (1450-1459) صدر إعلان البابا نيقولاس الخامس وكاليكستس الثالث عن حملات خطف العبيد، لأنها كانت تجارة رابحة جدًّا.
ثم جاء القرن التاسع عشر فسارت الظاهرة أكثر انتشارًا بين الكنائس، وقد أباحوا هذه التجارة، وقد أثبت الأب فوردينيه أن الاسترقاق هو من جملة النظام المسيحي، وكان القانون الكنسي يقدر ثروة أراضي الكنيسة في بعض الأحيان بعدد من فيها من العبيد كسلعة، في حين أن الهندوس قد جنوا أرباحًا طائلة من العمل بالوساطة التجارية وتمويل القوافل، فكانوا متورطين في ممارسة تجارة الرق.
الفكرة من كتاب تجارة العبيد في أفريقيا
يتضافر هذا الكتاب مع كتاب “العبودية في أفريقيا” الذي يوضح معاملة العبيد الأفارقة، وقد عرفت القارة الأفريقية ظاهرة الرق قبل مجيء الأوروبيين إليها، فكان الرق مكونًا حيويًّا في إطار المجتمع، وله مكان معين تحدده التقاليد السارية والعادات، ولكن تحولت على يد الأوروبيين إلى عملية وحشية من الصيد الذي لا يرحم، وبعد انتهاء مرحلة الاسترقاق في القارة الأفريقية اتجهوا إلى السيطرة على القارة بأكملها شعبًا وأرضًا، وبدأت مع مرحلة الاستعمار الانقسامات بين أبناء القارة مما ساعدهم على عملية الغزو والسيطرة على أراضي القارة وجني ثرواتها منها.
مؤلف كتاب تجارة العبيد في أفريقيا
عايدة العزب موسى: كاتبة مصرية متخصِّصة في الشأن الأفريقي، ولديها الكثير من الأعمال حول أفريقيا، ولها العديد من المؤلفات والكتب منها: “محنة الصومال من التفتيت إلى القرصنة”، و”جذور العنف في الغرب الأفريقي”، و”حالتا مالي ونيجيريا”.