المحتويات
ظروف نفسيَّة
هناك ظروف نفسية مُصاحبة لنشأة الصداقة ونموِّها، حيث إن هناك مراحل نمو للعلاقة بدءًا من التعارف ووصولًا إلى التعمُّق والمودة، وهناك شرطان لاستمرار الصداقة بشكلٍ ودِّي، وهما: التدعيم الاجتماعي والإفصاح عن الذات، فالإفصاح عن الذات هو مكاشفة الطرف الآخر في موقف التفاعل الاجتماعي بالأفكار والمشاعر والميول والخبرات وكلِّ ما يتعلَّق بالذات سواء كان هذا الإفصاح بطريقة لفظية أو بالحركات والإشارات التعبيرية، أمَّا التبادل والتدعيم الاجتماعي فهو يمثل الحصول على أشياء معيَّنة مقابل التخلِّي عن أشياء أخرى، وفي الصداقة يقوم أحد الأطراف بإشباع حاجة الآخر حيث يبدأ بالتصرُّف معه بشكل دافئ كي يقلِّل من مخاوفه.
وتُصنَّف المدعمات الاجتماعية إلى ست فئات، وهي: فئة الحب والاهتمام ومنح الدفء، وفئة المكانة التي تشمل التقويمات وتُشعر الطرف الآخر بالنفوذ والتقدير، وفئة المعلومات التي تتضمَّن الآراء والنصائح، وفئة البضائع وهذه الفئة تشير إلى الموضوعات الملموسة، وفئة الخدمات وتعني النشاطات المؤثرة في الشخص الآخر أو عمل معروف له، وأخيرًا فئة المال.
وهناك مراحل لنمو علاقة الصداقة بين الأشخاص، حيث تمر العلاقة الاجتماعية بين شخصين بثلاث مراحل ارتقائية أولها الوعي، أي (تعبير أحد الأشخاص عن نظرته الإيجابية في الشخص الآخر)، ثم تأتي مرحلة الاتصال السطحي التي يحدث فيها بعض التفاعلات وتكوين معلومات عن الطرف الآخر، وأخيرًا مرحلة التبادل وتتميَّز هذه المرحلة بالتفاعل والتفرُّد بين الشخصين وزيادة الخبرات المتبادلة والتخطيط للمستقبل.
الفكرة من كتاب الصداقة من منظور علم النفس
تحظى الصداقة باهتمام كبير في المجتمع، فالصداقة هي مصدر الدفء في حياتنا ولها تأثير نفسي فينا منذ الصغر، وعلاقة الصداقة تتميَّز عن أي علاقة أخرى، حيث إنها مصدر من مصادر الأمان الحقيقي للشخص منذ طفولته وحتى الشيخوخة، كما أنها قائمة على التفاهم والتقبُّل التام، أي : أنا أُحبُّك لأنك صديقي هكذا بكل ما بك!
مؤلف كتاب الصداقة من منظور علم النفس
الدكتور أسامة سعد أبو سريع: أستاذ مُساعد بقسم علم النفس في جامعة القاهرة، وهو مصري الجنسية ولد في محافظة الجيزة بتاريخ 25 /6 عام 1957، وله العديد من الأوراق العلمية المنشورة والمحاضرات والبرامج التدريبية، فضلًا عن نشاطاته المتعددة في خدمة المجتمع.
من أهم مؤلفاته: “دليل الباحثين إلى المفاهيم النفسية في التراث”، و”علم النفس الاجتماعي”، و”معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية”.
الموضوع التالي
