كيف نصبح مقبولين عند الآخرين؟
كيف نصبح مقبولين عند الآخرين؟
هناك اثنتا عشرة طريقة لتحقيق القبول عند الآخرين، وأولى هذه الطرق أن تساعد الآخرين على جعل أهدافهم المستحيلة ممكنة بالعصف الذهني، أو التفكير، وهذا يكسر الحواجز بينكم، وثاني طريقة هي أن تحوِّل الشخص من وضع المقاومة إلى وضع الإنصات بأن تخفض من حدته العاطفية بالتعامل بهدوء، وهذا يوفِّر لك فرصة للحديث عما بداخلك ويعطي للآخر نفس المساحة، ويمكنك فعل هذا بأن تجعل الآخرين يشعرون بالثقة فيك بأن تخبرهم أنك تتفهَّم أسبابهم لرفض أو مقاومة أي شيء، وتخبرهم أنهم يستطيعون إيجاد الحلول لأي شيء وتدسُّ لهم الحلول على أنهم قائلوها.
أما إذا كنت تتعامل مع شخص كثير العتاب واللوم فيمكنك معالجة الأمر بأن تضعه في موقف صدمة التفهُّم بأن تشرح له بهدوء وتعتذر وتبدي أسبابك بدلًا من موقف الدفاع كرد فعل عن الهجوم، وبهذا تقضي على غضبه وتجعله ينتقل بأعجوبة من موضع الهجوم إلى موضع الصفح والهدوء، وعكس هذه القاعدة هي طريقة التشغيل العكسي، وهي أنك مثلًا عند شعورك بالغضب من أفعال شخص ما، لا تنتظر أن تحدث أفعال سيئة أخرى معه، بل استدعِه في جلسة للإفصاح عن مشاعرك وحزنك وإحباطك وراقب بعدها تصرُّفاته وتغيرها.
أما إذا كنت تتعامل مع شخص مبالغ وكثير الدراما، فيمكنك بناء تواصل فعال بأن تسمع لكل ما يقول، ثم تسأله بعد انتهائه إن كان يعتقد أن كل مشاكله ومشاعره حقيقة فعلًا؟ فستجده يتراجع عنها أو يحاول حصر المشكلة الحقيقية في عقله، والقاعدة التالية هي أن تستخدم الإيماءات في كلامك، فمثلًا عند استخدامك “اممممم” في مواجهة ما، فهي تجعل الشخص الذي أمامك يفكر قليلًا، فلو كان الشخص مثلًا يعرض شكوى ما ويخبرك أنه لا يستطيع فعل شيء ما، وبدلًا من التسرُّع بالحديث عن قدرته باغته بقولك “اممممم أو حقًّا؟”، ستراه يكمل حديثه ويخبرك ببعض المبرِّرات ويفكر قليلًا لأنه لم يكن يتوقَّع رد فعلك، وهناك المزيد من الطرق لتحسين التواصل تقوم فقط على حل مشكلة ما عندك، وسنتطرَّق إلى هذا في الفقرة التالية.
الفكرة من كتاب فقط أنصت
في عالمنا الكل يريد أن يتكلَّم، الكل يريد أن يدلي برأيه، لكن المتميِّز فقط من يتقن فن الاستماع، وهو من يستطيع أن يتواصل بشكل حقيقي وصادق، فالشخص الذي لا يسمع متسرِّع ومُنَفِّر، أما المستمع الحق سيعرف من أين ينطلق الناس، ويبدي لهم اهتمامًا صادقًا، ويستطيع بهذا أن يتقرَّب منهم يعرفهم حق المعرفة وسيحقِّق لهم ولنفسه الكثير من المنافع، وسيجد قلوب من حوله مفتوحةً له.
وفي هذا الكتاب نتعرَّف على سر الوصول إلى الناس، وما الأمور التي تعوق التواصل الجيد، وما قواعد التواصل الحقيقي، وكيف نساعد الناس ونساعد أنفسنا وكيف نتعامل في مواقف الضعف والانكسار، وكيف نتغيَّر إذا كنا قليلي الاستماع؟
مؤلف كتاب فقط أنصت
مارك جولستون: هو طبيب نفسي ومدرِّب تنفيذي ومستشار لمنظمات كبرى؛ إذ إنه مخترع ومطوِّر العملية المسمَّاة “التعاطف الجراحي”، حيث باستخدام التعاطف الموجَّه والمركَّز ، يكون المرء قادرًا على اختراق الناس وتحريرهم من العوائق العاطفية والنفسية الداخلية التي يمكن أن تضعف وظائفهم ورضاهم في الحياة.
ولد مارك في 21 من فبراير 1948 بمدينة بوسطن، وحصل على بكالوريوس من جامعة كاليفورنيا وحصل على الدكتوراه في الطب من جامعة بوسطن، ويعمل طبيبًا نفسيًّا ومؤلفًا واستشاريًّا.