كيف تتواصل بنجاح مع أي شخص؟
كيف تتواصل بنجاح مع أي شخص؟
هناك قواعد للتواصل الناجح بينك وبين الناس، وأولى هذه القواعد هي أن تتواصل مع نفسك قبل الآخرين، مثلًا إن كنت أبًا يتعامل مع ابنه المراهق المتبجِّح فيجب عليك حينها أن تسيطر على انفعالاتك أولًا حتى تستطيع التفكير بوضوح لأن العواطف والتفكير بالآخرين قد يعطِّل قدرتك على التفكير السليم، وهذا ما تؤكده مضيفات الطيران أيضًا، فهن دائمًا ينصحنك بوضع قناع الأكسجين على وجهك وقت الخطر أولًا ثم الالتفات إلى طفلك، والسيطرة أو التواصل مع النفس هو أمر في غاية السهولة.
وثاني قاعدة هي السرعة، ففي أوقات التوتُّر مثلًا لا تستطيع التفكير بطريقة سوية إلا بعد مرور وقت، والمطلوب هو أنك تستطيع في أي وقت الانتقال من مخك الزاحف أو الثديي إلى مخك الأعلى الذي يفكر بسوية في خلال دقيقتين فقط وليس ساعة أن أردت هذا وتحكَّمت بنفسك.
وثالث قاعدة هي عملية التحول من النفور إلى القبول، ثم القاعدة الرابعة والتي تقول لنا إنه في لحظات الخوف مثلًا عندما تصدر كلمات تعبر عن حالتك الشعورية، مثل: “أنا أشعر بالخوف”، فإن اللوزة الدماغية تهدأ ويقوم الفص الجبهي المسؤول عن التفكير الذكي بالعمل ومنع الاستجابات العاطفية وإيجاد الحلول لحالتك.
القاعدة الخامسة أن تعيد برمجة نفسك على الاستماع، فقد تكون مستمعًا جيدًا وصامتًا، لكنك غير منصت، وهذا ما يحتاج إليه الطرف الآخر، يحتاج إلى تفهم حقيقي لا للأحكام السريعة المستندة إلى حدسك.
وإذا لم تكن منصتًا جيدًا فيجب عليك أن تشكِّك في مدى معرفتك الحقيقية بالمقربين منك، والإنصات الجيد يجعلك تحسن الشعور بالآخرين، وهذا أيضًا من أسرار التواصل مع الآخرين حيث يجعل الآخرين يشعرون بأنك تشعر بهم.
الفكرة من كتاب فقط أنصت
في عالمنا الكل يريد أن يتكلَّم، الكل يريد أن يدلي برأيه، لكن المتميِّز فقط من يتقن فن الاستماع، وهو من يستطيع أن يتواصل بشكل حقيقي وصادق، فالشخص الذي لا يسمع متسرِّع ومُنَفِّر، أما المستمع الحق سيعرف من أين ينطلق الناس، ويبدي لهم اهتمامًا صادقًا، ويستطيع بهذا أن يتقرَّب منهم يعرفهم حق المعرفة وسيحقِّق لهم ولنفسه الكثير من المنافع، وسيجد قلوب من حوله مفتوحةً له.
وفي هذا الكتاب نتعرَّف على سر الوصول إلى الناس، وما الأمور التي تعوق التواصل الجيد، وما قواعد التواصل الحقيقي، وكيف نساعد الناس ونساعد أنفسنا وكيف نتعامل في مواقف الضعف والانكسار، وكيف نتغيَّر إذا كنا قليلي الاستماع؟
مؤلف كتاب فقط أنصت
مارك جولستون: هو طبيب نفسي ومدرِّب تنفيذي ومستشار لمنظمات كبرى؛ إذ إنه مخترع ومطوِّر العملية المسمَّاة “التعاطف الجراحي”، حيث باستخدام التعاطف الموجَّه والمركَّز ، يكون المرء قادرًا على اختراق الناس وتحريرهم من العوائق العاطفية والنفسية الداخلية التي يمكن أن تضعف وظائفهم ورضاهم في الحياة.
ولد مارك في 21 من فبراير 1948 بمدينة بوسطن، وحصل على بكالوريوس من جامعة كاليفورنيا وحصل على الدكتوراه في الطب من جامعة بوسطن، ويعمل طبيبًا نفسيًّا ومؤلفًا واستشاريًّا.