إنجاز المهمة
إنجاز المهمة
مئات الأسئلة تدور حول عام 1948 وعملية التطهير، وأبرزها: لماذا تم السماح لسكان بعض القرى بالبقاء دونًا عن غيرهم؟ من الصعب بالمقدار نفسه فهم لماذا خضعت قرى معيَّنة لمعاملة وحشية بشكل استثنائي! في الواقع لا توجد إجابة محددة وكل ما ذكر مجرد تكهنات، وفي نهاية العام ذاته ركزت عمليات التطهير العرقي الرئيسة على تطبيق سياسة إسرائيل المعارضة لعودة اللاجئين إلى موطنهم، وبدا ذلك على صعيدين: القومي؛ إذ قررت الحكومة الإسرائيلية تدمير جميع القرى التي أخليت، وتحويلها إلى مستعمرات يهودية أو غابات طبيعية، والدبلوماسي، فقد حاولت تفادي الضغط الدولي المتنامي للسماح بعودة اللاجئين، وارتبط الصعيدان معًا؛ إذ سُرِّعت عمدًا عملية تدمير وهدم البيوت، لتفادي أي بحث في موضوع أمر العودة إليها، فهي لن تكون موجودة، ومع بداية عام 1950 أخذت طاقة وتصميم الطاردين على النفاد، وأصبح الفلسطينيون الذين ما زالوا في فلسطين بمأمن من الطرد إلى حد كبير، ويمكننا القول هنا إن التطهير العرقي ليس إبادة جماعية، رغم انطوائه على أعمال وحشية وقتل جماعي ومجازر، ومع توافر الأدلة، لم يُحاكم شخص واحد على ارتكاب هذه الجرائم.
الفكرة من كتاب التطهير العرقي في فلسطين
بعد الهولوكوست، بات من المستحيل إخفاء جرائم شنيعة ضد الإنسانية، والآن في عالمنا المعاصر، ومع تكاثر وسائل الإعلام الإلكترونية وانتشارها، لم يعد في الإمكان إنكار كوارث من صنع البشر، أو إخفاؤها عن أعين الرأي العام، ورغم هذا فإن جريمة التطهير العرقي في فلسطين جرى محوها كليًّا من ذاكرة العالم، وحدث مصيري كهذا، وهو الأكثر أهمية في تاريخ فلسطين الحديث، أُنكر بصورة منهجية منذ وقوعه، وإلى الآن لم يُعترف به كحقيقة تاريخية، أو حتى جريمة يجب مواجهتها سياسيًّا وأخلاقيًّا.
مؤلف كتاب التطهير العرقي في فلسطين
إيلان بابيه: أستاذ بكلية العلوم الاجتماعية والدراسات الدولية بجامعة إكستر بالمملكة المتحدة، ومدير المركز الأوروبي للدراسات الفلسطينية لنفس الجامعة، كما أنه مؤرخ إسرائيلي بارز، وناشط اشتراكي، وينتمي إلى تيار المؤرخين الجدد، من أشهر أعماله “10 خرافات عن إسرائيل”، و”خارج الإطار”، و”أرض واحدة وشعبان”، و”الشرق الأوسط الحديث”، وتم دعمه من قبل بعض المؤرخين، وتعرض من جهة أخرى للكثير من النقد الإسرائيلي، وقبل مغادرته إسرائيل عام 2008 تمَّت إدانته من قبل الكنيست، وتلقَّى تهديدات عدة بالقتل، وظهرت صورته في إحدى الصحف بأنه مستهدف.