تداعيات قرار الأمم المتحدة 181
تداعيات قرار الأمم المتحدة 181
عام 1947 عهدت الأمم المتحدة المفتقرة إلى الخبرة حينها بمسألة مصير فلسطين إلى لجنة خاصة “أونس كوب/UNSCOP” التي لم يكن لأيٍّ من أعضائها خبرة سابقة في حل النزاعات أو معرفة تاريخ فلسطين، وتبنَّت هذه اللجنة مبدأ التقسيم كحل مستقبلي، وقد درست إمكان جعل فلسطين بأسرها دولة ديمقراطية، لكنها تخلت عن الفكرة، وأوصت الجمعية العامة للأمم المتحدة بإقرار تقسيم فلسطين إلى دولتين، مرتبطتين فدراليًّا بوحدة اقتصادية، وأوصت بجعل مدينة القدس كيانًا منفصلًا يخضع لنظام دولي تديره الأمم المتحدة، وفي 29 تشرين الثاني/نوفمبر صدر القرار 181 بإقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بتوصيات اللجنة، وكان هذا القرار تجاهلًا لاعتراض أساسي مبدئي أثاره الفلسطينيون ضد الخطة، وبتبنِّي هذا القرار، بدأت أسوأ كوابيس الفلسطينيين تتكشَّف لهم؛ إذ وجدوا أنفسهم تحت وطأة منظمة دولية مستعدة لتجاهل قواعد الوساطة الدولية المصادق عليها في ميثاقها، ويمثِّل أشد جوانب قرار 181 لا أخلاقية عدم تضمُّنه آلية تحمي فلسطين من التطهير العرقي.
وفي عام 1947 رأس بن غوريون تركيبة سياسية لصنع القرار، وسُمِّيت فيما بعد بالهيئة الاستشارية، والتي كانت أهم مجموعة مرجعية لديه، إذ إنها مزيج من نخبة شخصيات أمنية وخبراء بالشؤون العربية، وأشار بن غوريون في يومياته أن أول اجتماع موثق للهيئة عقد في 18 حزيران/يونيو 1947.
الفكرة من كتاب التطهير العرقي في فلسطين
بعد الهولوكوست، بات من المستحيل إخفاء جرائم شنيعة ضد الإنسانية، والآن في عالمنا المعاصر، ومع تكاثر وسائل الإعلام الإلكترونية وانتشارها، لم يعد في الإمكان إنكار كوارث من صنع البشر، أو إخفاؤها عن أعين الرأي العام، ورغم هذا فإن جريمة التطهير العرقي في فلسطين جرى محوها كليًّا من ذاكرة العالم، وحدث مصيري كهذا، وهو الأكثر أهمية في تاريخ فلسطين الحديث، أُنكر بصورة منهجية منذ وقوعه، وإلى الآن لم يُعترف به كحقيقة تاريخية، أو حتى جريمة يجب مواجهتها سياسيًّا وأخلاقيًّا.
مؤلف كتاب التطهير العرقي في فلسطين
إيلان بابيه: أستاذ بكلية العلوم الاجتماعية والدراسات الدولية بجامعة إكستر بالمملكة المتحدة، ومدير المركز الأوروبي للدراسات الفلسطينية لنفس الجامعة، كما أنه مؤرخ إسرائيلي بارز، وناشط اشتراكي، وينتمي إلى تيار المؤرخين الجدد، من أشهر أعماله “10 خرافات عن إسرائيل”، و”خارج الإطار”، و”أرض واحدة وشعبان”، و”الشرق الأوسط الحديث”، وتم دعمه من قبل بعض المؤرخين، وتعرض من جهة أخرى للكثير من النقد الإسرائيلي، وقبل مغادرته إسرائيل عام 2008 تمَّت إدانته من قبل الكنيست، وتلقَّى تهديدات عدة بالقتل، وظهرت صورته في إحدى الصحف بأنه مستهدف.