كل ما تحتاج إليه هو الخطوة الأولى
كل ما تحتاج إليه هو الخطوة الأولى
لا شك في ارتباط الثقة بالنفس بتحقيق الإنجازات الكبرى، والثقة بالنفس تُترجم إلى المخاطرة المدروسة ولا عيب في أن يشعر المرء عند بداية طريقه ببعض التخوُّف، إذ إن الحل يتمثَّل فقط في اجتياز الخطوة الأولى بالمحاولة وتخطِّي تلك الأهداف والخطوات الصغيرة حتى يرى المرء نفسه متمكنًا منها بعد أن كان متخوفًا، وتذكر قولَ الشاعر عمر أبو ريشة “شرفُ الوَثبةِ أنْ تُرضي العُلا.. غَلبَ الواثبُ أم لم يغلبِ”.
ولنعلم أن وجود المشكلات هو أمر طبيعي في حياتنا، بل إن الحياة السهلة لا تورث إلا السأم والفراغ، فالتحديات هي ما تجعل للحياة قيمة وتأخذ المرء إلى مرحلة أكثر وعيًا وإنجازًا، ولأي إنسان في هذه الدنيا مشكلاته، لذا فالأولى أن ينظر المرء إلى مشاكله فيقوم بفصلها وتحديدها للعمل على حلها بدلًا من استمرار الشكوى، ويركز على مقترحات حلها بدلًا من التركيز العميق على الأسباب، وبشكل عام فالصواب يتمثَّل في التعامل مع المشكلة أو المحنة بالصبر والشكر وشيء من التجاهل مع مراجعة الذات والتوصُّل إلى حل وإما التكيُّف معها، ومن الضروري ألا تتسع المساحة بين طموحاتك وإمكاناتك لأنها كلما اتسعت ازداد معها شقاؤك ومخاوفك.
وبالتأكيد يعدُّ عامل العلاقات أحد العوامل الرئيسة للنجاح، لكن ليكن الاحتكاك مع الناس متزنًا غير مبالغ فيه، وتذكر قول رسول الله (صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّم): “لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيِه مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ”، وفي نفس الوقت اعلم أن احترام الناس لك هو جزء من احترامك لنفسك كما لا ينبغي أن تتوقَّع من الناس الكثير حتى تضمن استقرار العلاقة وسلامك النفسي.
الفكرة من كتاب من أجل النجاح
لم تكن مفاهيم النجاح أبدًا جامدة أو متحجِّرة، لكن قد تكون مشكلتنا دائمًا هي إسقاط القاعدة بالمثال الشاذ وتعميم ما لا يقبل التعميم، لكن لا يعني ذلك وجود علاج حاسم يمكِّن المرء من النجاح وتخطي العثرات فيصبح شخصًا قويَّ الإرادة، إذًا فما العمل؟ ما السبيل في وسط بيئةٍ غلبها التحجُّر والتباطؤ والسلبية ويحتاج المرء فيها كي ينجح إلى جهد يعادل ضعفي من يجتهد في أممٍ تشجعه؟
وقبل أن نبدأ لتسأل نفسك سؤالًا وهو: هل تعرف نفسَكَ؟ أم أنك تجهلها؟ فالكاتب يقول إن أخطر أنواع الجهل هو جهل الإنسان بنفسه، وهذا شاعرٌ يقول: “إذا أنت لم تعرف لنفسك حقَّها.. هوانًا بها كانت على الناس أهونا”، يناقش هذا الكتاب مقوِّمات النجاح للفردِ والأُمَّة وسط ما جدَّ علينا في زماننا هذا.
مؤلف كتاب من أجل النجاح
عبد الكريم بكار: كاتب ومفكر سوري الجنسية يُعدُّ أحد أبرز المؤلفين في الفكر الإسلامي والتربية، حاصل على درجة الدكتوراه من قسم أصول اللغة بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، كما شغل عدة مناصب إعلامية وله أكثر من ثلاثين كتابًا، ومن أهم مؤلفاته:
أفق أخضر للنجاح والإنجاز.
نحو فهم أعمق للواقع الإسلامي.
المناعة الفكرية.