ماذا لو استثمرت ساعة يوميًّا؟
ماذا لو استثمرت ساعة يوميًّا؟
بعد أن يكون لك أهداف واضحة ومحدَّدة، تنتقل إلى خطوة تقسيمها إلى أهداف صغيرة تدريجية، فالهدف الذي يحتاج إلى مدة زمنية قدرها عشر سنوات مثلًا يجب حينها أن تضع لأجله أهدافًا يومية وشهرية وسنوية، وتلك الأهداف الصغيرة مهمة لدرجة أنها تمثل الخط الفاصل بين الأحلام وبين الجدية على أرض الواقع، ويقول الله تعالى: ﴿يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا﴾، ثم يكون الهدف في حدود الإمكانات المتاحة، فلا يصح أن تجعله أدنى من أقصى إمكاناتك أو أن تجعله يفوقها فيكون معجزًا، وأن تجعل لهدفك برنامجًا زمنيًّا محدَّدًا.
لننتقل الآن إلى عامل الوقت وإدارته والاستفادة منه باعتباره وعاء كل نشاطٍ وإنجاز يُرجى تحقيقه، فالفراغ هو نعمة غالية منَّ الله بها على كثيرٍ من خلقه منهم من أحسن استثماره فحقَّق ما عجز عن تحقيقه الكثيرون رغم وجود الإمكانيات، ولعلَّ ضياع عامل رعاية الوقت لدى الكثيرين مرتبط بعدم اتضاح أهدافهم.
وقد رأى الكاتب أن الحكومات في وطننا في حاجة إلى تبنِّي مشروعات وتمويل مؤسسات لرعاية وإدارة الوقت تنتشر في الأحياء والقرى وتنشر الاهتمام بالوقت، وبالطبع لا يعني ذلك أن يكون المرء كالآلة لكن يكفي أن نرى أن شعوب الأمم التي بلغت مستوًى بعيدًا في التصنيع هم الأكثر استثمارًا للوقت وتقديرًا له.
الفكرة من كتاب من أجل النجاح
لم تكن مفاهيم النجاح أبدًا جامدة أو متحجِّرة، لكن قد تكون مشكلتنا دائمًا هي إسقاط القاعدة بالمثال الشاذ وتعميم ما لا يقبل التعميم، لكن لا يعني ذلك وجود علاج حاسم يمكِّن المرء من النجاح وتخطي العثرات فيصبح شخصًا قويَّ الإرادة، إذًا فما العمل؟ ما السبيل في وسط بيئةٍ غلبها التحجُّر والتباطؤ والسلبية ويحتاج المرء فيها كي ينجح إلى جهد يعادل ضعفي من يجتهد في أممٍ تشجعه؟
وقبل أن نبدأ لتسأل نفسك سؤالًا وهو: هل تعرف نفسَكَ؟ أم أنك تجهلها؟ فالكاتب يقول إن أخطر أنواع الجهل هو جهل الإنسان بنفسه، وهذا شاعرٌ يقول: “إذا أنت لم تعرف لنفسك حقَّها.. هوانًا بها كانت على الناس أهونا”، يناقش هذا الكتاب مقوِّمات النجاح للفردِ والأُمَّة وسط ما جدَّ علينا في زماننا هذا.
مؤلف كتاب من أجل النجاح
عبد الكريم بكار: كاتب ومفكر سوري الجنسية يُعدُّ أحد أبرز المؤلفين في الفكر الإسلامي والتربية، حاصل على درجة الدكتوراه من قسم أصول اللغة بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، كما شغل عدة مناصب إعلامية وله أكثر من ثلاثين كتابًا، ومن أهم مؤلفاته:
أفق أخضر للنجاح والإنجاز.
نحو فهم أعمق للواقع الإسلامي.
المناعة الفكرية.