ما الذي ينقصك الآن؟

من أهم مؤشرات النجاح أن يكون المرء على معرفة بإمكانياته وشخصيَّته، وألا يُسقط كل أسباب التعثر على الظروف الصعبة والبيئة المحيطة فتلك سمة الفاشلين، كما أن عليه أن يفهم أن المعركة الكبرى هي معركته مع أهوائه وشهواته، فكثيرٌ من الناس مضى بهم العمر منساقين وراء الكسل والفوضى حتى فات أوانهم أو على الأقل خسروا الكثير، وهذا الأمر يحتاج إلى مجاهدة النفس وإدارة الوقت والصبر، وقد قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا﴾.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

لننتقل إلى مرحلة أخرى تكتمل بها أركان معرفة المرء لشخصيته، وهي أن يفرِّق الإنسان بين ما هو كائن في حياته وبين ما يجب أن يكون ويوجد، بمعنى أن تنظر إلى حياتك الحاضرة اليوم وتتساءل ما ميزاتها وما سلبياتها؟ ثم تنظر في ما ينقصها وما تحتاج إلى أن تضيفه، وذلك لأن المشكلة قد لا تكمن أحيانًا في ما هو واجب فعله أو مستحيل، وإنما في ذلك الممكن الذي تقاعس المرء عن الشروع فيه.

كما أن الإنسان لا يمكنه تحقيق ذلك النجاح الذي يصبو إليه دون وجود أهداف واضحة ومحددة، وحينما لا توجد تلك الأهداف فهو يؤدي يومه بالحد الأدنى مقتصدًا في الجهد ليستطيع تخطِّيه فقط ليس إلا، ففي دراسة أجرتها جامعة “ييل” الأمريكية على طلابها وجدت أن 3% ممن تم إجراء الدراسة عليهم لديهم أهداف محددة، بينما الذين لديهم أهداف مكتوبة كانوا 1% فقط، وبعد عشرين سنة تم جمع أولئك الطلاب لدراسة أوضاعهم المادية ووُجد أن أولئك الـ3% قد جمعوا ثروة تساوي ما جمعته نسبة الـ97% المتبقية!

لم تكن مفاهيم النجاح أبدًا جامدة أو متحجِّرة، لكن قد تكون مشكلتنا دائمًا هي إسقاط القاعدة بالمثال الشاذ وتعميم ما لا يقبل التعميم، لكن لا يعني ذلك وجود علاج حاسم يمكِّن المرء من النجاح وتخطي العثرات فيصبح شخصًا قويَّ الإرادة، إذًا فما العمل؟ ما السبيل في وسط بيئةٍ غلبها التحجُّر والتباطؤ والسلبية ويحتاج المرء فيها كي ينجح إلى جهد يعادل ضعفي من يجتهد في أممٍ تشجعه؟

وقبل أن نبدأ لتسأل نفسك سؤالًا وهو: هل تعرف نفسَكَ؟ أم أنك تجهلها؟ فالكاتب يقول إن أخطر أنواع الجهل هو جهل الإنسان بنفسه، وهذا شاعرٌ يقول: “إذا أنت لم تعرف لنفسك حقَّها.. هوانًا بها كانت على الناس أهونا”، يناقش هذا الكتاب مقوِّمات النجاح للفردِ والأُمَّة وسط ما جدَّ علينا في زماننا هذا.

عبد الكريم بكار: كاتب ومفكر سوري الجنسية يُعدُّ أحد أبرز المؤلفين في الفكر الإسلامي والتربية، حاصل على درجة الدكتوراه من قسم أصول اللغة بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، كما شغل عدة مناصب إعلامية وله أكثر من ثلاثين كتابًا، ومن أهم مؤلفاته:

أفق أخضر للنجاح والإنجاز.

نحو فهم أعمق للواقع الإسلامي.

المناعة الفكرية.