كيفية مقاومة الأحزان بالصلاة
كيفية مقاومة الأحزان بالصلاة
إن كل معصية نقع فيها تترك في القلب نقطة سوداء، ينتج عنها نوع خاص من الحزن في قلوبنا، ولا تزول هذه النقطة السوداء من القلب إلا بترك المعصية والتوبة، وعندما تشعر الفتاة بالحزن، فمن الجميل أن تفكِّر في شيء ما يخفِّف من أحزانها، وليس هنالك أفضل من معالجة الذنوب والحزن بالصلاة، وقد قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ، فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ﴾، والصلاة لها فضل كبير في معالجة الأحزان، فهي تُفرِّج الهم، وتعطي طاقة نفسية إيمانية كبيرة، تجعل الشخص قادرًا على مواصلة الحياة بهدوء وطمأنينة.
عندما تسير الفتاة بجوار أبيها تشعر بالراحة والسكينة والأمان، وهذا يحدث لأي فتاة يقترب منها والدها، وإن كانت هناك فتاة تُوفِّي والدها يجب أن تتذكَّر أن لها ربًّا، سيكون أحنَّ عليها من أي شخص آخر في الوجود، وأقرب ما يكون العبد من ربه يكون في وضع السجود، ولذا أيتها الفتاة احرصي على التقرُّب من الله بكثرة الصلاة والسجود، وهنالك ثلاث مراحل يمر بها الشخص عند علاج أحزانه بالصلاة، المرحلة الأولى وهي مرحلة المقاومة والثبات، فتكون الصلاة في البداية ثقيلة، ولكن الصلاة مثل الدواء يجب المداومة عليها، وأن نتيجتها لن تظهر من أول جرعة، والمرحلة الثانية وهي مرحلة التعوُّد والسهولة، وفيها يشعر الفرد بأن الصلاة سهلة، وتخفِّف من أحزانه، والمرحلة الثالثة هي مرحلة الاستمتاع بالصلاة، وفيها يستشعر الشخص لذَّة القرب من الله تعالى.
وبعض الفتيات ربما تتكاسل في أداء الصلوات، وربما تتركها بسبب ذنوبها، لأنها تشعر أن الله لن يتقبَّل صلاتها وهي تفعل الذنوب، وهذه الفتاة تقع ضحية للشيطان، إذ يخدعها مرتين؛ المرة الأولى هي عندما يوقعها في الذنب، والمرة الثانية هي عندما يستغلُّ الشيطان الذنب الذي فعلته، ليبعدها عن الله، ويوسوس لها أن صلاتها لن تُقبَل طالما أذنبت، ويجب أن تعلم كل فتاة أن هناك صلاة تسمَّى “صلاة التوبة”، وأن الصلوات الخمس تكفر السيئات، وأن الذنوب توضع على كتفها ورأسها في أول الصلاة، وتتساقط خلال صلاتها.
الفكرة من كتاب الفتاة لمن تشكو أحزانها؟
يمكن للحزن أن يدمر الفتاة لأنه يزيدها ضعفًا على ضعف، ولذا من واجبنا الاجتهاد لتخفيف الأحزان عن قلوب الفتيات، وكل فتاة بداخلها طاقة قوية جدًّا، وهبها الله تعالى إياها، كي تستطيع مقاومة أحزان الحياة وهزيمتها، وجُل ما تحتاجه لاستخدام هذه الطاقة هو الوثوق بالله تعالى، وعدم الاستسلام لأحزانها، فكل فتاة قوية بالقدر الذي يؤهلها لهزيمة أحزانها بإذن الله.
وبداخل هذا الكتاب ستجدين عزيزتي الفتاة عددًا من القصص لفتيات كُنَّ يعانين الحزن، وكيف قاومنه وانتصرن عليه، كما ستجدين عشرات الأفكار الإبداعية التي تساعد أي فتاة على مقاومة أحزانها، والتغلب عليها، وسيكون هذا الكتاب عونًا لكل الفتيات ليتجَاوزن أحزانهنَّ، وسببًا في إدخال السرور على قلوبهن، فهن اللائي أوصانا بهن رسول الله حين قال: “رفقًا بالقوارير”، وهذا الكتاب ليس فقط للفتيات، بل للآباء والأمهات، والمعلمين والمعلمات.
مؤلف كتاب الفتاة لمن تشكو أحزانها؟
عبدالله محمد عبد المعطي: مستشار، وخبير تربوي، له عديد من الكتب المنهجية التربوية المفيدة التي تختص بالتحدُّث عن أهم المشكلات التي تواجه الأسرة، وكيفية تربية الأطفال على أسس إيمانية صحيحة، ومن مؤلفاته: “من اليوم لن تنام حزينًا يا بُني”، و”علِّم ابنك كيف يسأل ربه وكيف يشكو حزنه إلى الله”، و”علِّم ابنك كيف يكره أخاه”، و”فن صناعة الذكريات مع الأبناء”، و”يا بني كن هذا الرجل”، و”كيف تأمر ابنك بالصلاة وتسألهم عنها”، و”بكاء أطفالنا متى ينتهي”، و”تربية العظماء”.
هدى سعيد بهلول: خبيرة تربوية، شاركت الدكتور “عبدالله محمد عبدالمعطي” في كتابة كتابين، وهما: “الفتاة لمن تشكو أحزانها؟”، و”مذكرات أحزان الفتيات”.