الشخصية
الشخصية
لطالما تساءلنا: هل ولدنا بشخصياتنا الحالية، أم هي تطوَّرت مع نمونا؟ في الواقع كلتا الإجابتين صحيحة، إذ ولدنا ببعض الصفات التي نمتلكها حَالِيًّا، بل إن العلماء يقولون إن حوالي نصف سماتنا الشخصية ربما تكون موروثة جُزْئِيًّا، رغم هذا هي بمثابة المسودة الأولى، ثم تأتي التنشئة لتغير الكثير في المسودات التالية، وامتلاك بعض القواعد والمخطَّطات سيوفِّر الوقت دون الاضطرار إلى كثير من التفكير الشاق، وفهم طبيعة شخصيتك والقواعد والمخططات المتحكِّمة في حياتك، هو مفتاحك الأول للنجاح، عن طريق البحث عن مواقف تسمح لك بالعمل على نقاط قوتك، وإيجاد مؤسسات وأصحاب عمل يقدِّرون طريقة عملك، وتعويض نقاط ضعفك بالوجود مع أشخاص بارعين فيما تعجز عنه، والكثيرون يرون أن التغيير من شخصياتهم أمر مستحيل، والحقيقة أن كل شخص بإمكانه تغيير سلوكه، إن هو أراد ذلك مع بذل بعض الجهد في سبيل التغيير، وتكرار عبارات مثل: “لا يمكنني القيام بذلك، لقد خلقت هكذا ولن أتغيَّر”، ما هي إلا أعذار وهمية مؤقتة، قد تخرجك من المأزق الحالي، لكنها ستجعلك تتمادى في تكرار أنماط السلوك الضار، وعلى عكس ما تظن، فالنجاح لا يتطلَّب منك تغييرات جوهرية في شخصيتك، فبضع التعديلات البسيطة فقط والقليل من التحسينات الذكية ستفي بالغرض.
الفكرة من كتاب الشخصية.. كيف تطلق قواك الخفية
دائمًا ما نتساءل لِم ينجح أشخاص معينون دونًا عن غيرهم، وكيف حقَّقوا تلك النجاحات الباهرة، والإجابة غاية في السهولة، وهي لأنهم يعرفون من هم، ويفهمون نقاط قوتهم وضعفهم، إذ سعوا وراء الأنشطة التي تتماشى مع مهاراتهم الشخصية، وعملوا على نقاط ضعفهم وتجنُّب المواقف التي تعرِّضهم لها، وبدل الخوض في الطريق القديم الذي استخدمه الكثيرون، سلكوا منحنًى آخر ليجعلوا من وظائفهم أمرًا فريدًا من نوعه.
مؤلف كتاب الشخصية.. كيف تطلق قواك الخفية
روب يونج: طبيب نفسي بريطاني، حصل على بكالوريوس علم النفس من جامعة “University of Bristol”، والدكتوراه من “King’s College London, University of London”، وهو طبيب نفسي قانوني وزميل مشارك في جمعية علم النفس البريطانية، ويعمل مديرًا للشركة الاستثمارية القيادية “Talentspace”، كما أنه متحدث في الأعمال، ومؤلف عدد من الكتب في مجال الإدارة، ونشر كثير من البحوث والدراسات عن الشخصية والفروق الفردية في مجلات أكاديمية، وله عمود في الصحيفة البريطانية “The Daily Telegraph”.