مسؤوليات اللسان بين البذاءة والتكلُّف
مسؤوليات اللسان بين البذاءة والتكلُّف
يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): “ما كان الفحش في شيء إلا شانه، وما كان الحياء في شيء إلا زانه”، ويقول (عليه الصلاة السلام) أيضًا: “ليس المؤمن بالطعَّان، ولا اللعَّان، ولا الفاحش البذيء”، وهنا تقع مسؤولية اللسان، فالكلام والقول والتلفُّظ عندنا كمسلمين مسؤولية وإلزام، ولأن الإيمان كلمة والكفر كلمة ومن أعان على قتل نفس بشقِّ كلمة استوجب العذاب، اقتضى ذلك التنويه على هذه المسؤولية العظيمة والانطلاق من كونها استمدادًا منهجيًّا يمكن تطبيقه على كل نقاشاتنا وفي مجالسنا.
ومن هذا المنطلق علينا تحديد ما ينبغي تجنُّبه في مجالسنا وأحاديثنا كالفاحش من القول وقلة الحياء في الطرح، مع لزوم إنكار ذلك واستهجانه ورفضه، وتجنُّب التصريح بالألفاظ النابية القبيحة وعدم التلفُّظ بالعبارات الجارحة وإن كان على سبيل التوضيح والبيان، كما ينبغي الاقتداء بأسلوب القرآن الكريم في ذلك بالتعريض والإشارة وانتقاء الكلمات المعبِّرة وغير الخادشة.
وبعد البذاءة والسفه يعدُّ التكلف والتقعُّر من المزالق التي ينبغي على الإنسان أن يجنِّب لسانه تعوُّدها واستمراءها، فالتنطُّع مذموم لقول النبي (صلى الله عليه وسلم): “هَلَكَ المُتنَطِّعونَ”، وما التنطُّع إلا الغلو في الحديث والمبالغة فيه، وهو مذموم لما يترتَّب على ذلك من صورة نمطية مشوَّهة عن المحاور أو الداعية في أذهان العامة؛ كاعتقادهم مثلًا أن تكلُّف البلاغة والغلو فيها من شروط المحاور الناجح والداعية الفذ، إلا أن هذا الحرص الاستدراك لا يدعوننا بأيِّ حالٍ من الأحوال إلى إهمال الجانب اللغوي أو التفريط فيه، إنما هي المقاربة والموازنة دون إفراط ولا تفريط، ويقول الإمام الغزالي (رحمه الله) في هذا السياق: “ولا يدخل في هذه تحسين ألفاظ الخطابة والتذكير من غير إفراط ولا إغراب؛ فإن المقصود منها تحريك القلوب، وتشويقها”.
أما الإسراف والمبالغة فهي مدعاة للإعراض والإنكار وفجوة معنوية وتوعوية تقيِّد من بلوغ المعنى في نفوس العامة وتحجِّم من فائدته.
الفكرة من كتاب أخطاء في أدب المجالسة والمحادثة
للمجالس والمحادثات آداب وحدود وحقوق وواجبات قد يجهل معظمنا الكثير منها، هل فكرت يومًا في الجدوى من مشاركتك في نقاش أو مجلس ما؟
أم هل تساءلت مرة عن حدود الكلام التي لا ينبغي لك تجاوزها وأنت تتجاذب أطراف الحديث مع الآخرين؟ أين تجلس ومتى تسكت وكيف تكون مستمعًا جيدًا؟
في هذا الكتاب ستجد مجموعة من التوجيهات والضوابط والتحذيرات التي يمكن أن تساعدك على الاستزادة من الأدب والتحلِّي بالحلم والتخلُّق بالأخلاق القويمة في حديثك ومجلسك.
مؤلف كتاب أخطاء في أدب المجالسة والمحادثة
هو محمد بن إبراهيم بن أحمد الحمد، من مواليد مدينة الرياض، درس الابتدائية والمتوسط والثانوية في الرياض وتخرج في قسم اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والتحق بعدها بقسم العقيدة في الجامعة الإسلامية في أم درمان بالسودان، ثم حصل على الماجستير في كتاب “الإيمان بالقضاء والقدر”، والدكتوراه في كتاب “القصيدة التائية” لابن تيمية (رحمه الله).
ومن مؤلفاته العلمية:
التوبة وظيفة العمر.
مختصر عقيدة أهل السنة والجماعة.
الإيمان بالله.
لا إله إلا الله، معناها، أركانها، فضائلها، شروطها.