آفة الأنانية والمفاخرة
آفة الأنانية والمفاخرة
من آفات المجالس والمحادثات التي قد تسبِّب كثيرًا من المشاحنات والنفور بين المتحدثين الأنانية والتفاخر؛ إذ إن تبادل أطراف النقاش يكون بالتحدُّث والإنصات على السواء، لكنَّ هناك نوعًا من الناس يحب في كل لقاء أو مجلس أن يتفرَّد بالحديث وحده، وأن يترأَّس القوم متحكمًا في دفة الحوار غير مكترثٍ بآراء الآخرين ظنًّا منه أن قوله أهم من قولهم ورأيه أنفع من رأيهم، وهذا الحب لتصدر الكلام والشهوة الجامحة باعتلاء المجالس والاستثارة بالطرح، إن دل على شيء فهو يدل على أنانية معيبة وكبر داخلي عميق وإعجاب أعمى بالنفس.
وقد جاءت الآداب الشرعية لوضع حدود لمثل هذا النوع من التصرفات مطفئة بذلك جذوة التسيُّد والغرور لدى المتحدث؛ كأن يكون الحديث متمثلًا في طرح أفكار مرة واستماع وإنصات مرة أخرى، وأن يكون لكل حاضر نصيب من الكلام وبسط الآراء والأخذ والرد ما دام الجميع ملتزمًا بحدود الأدب.
ومن مظاهر الأنانية في المجالس أيضًا الكلام عن النفس على سبيل التعالي والتفاخر، كأن يعدِّد المرء محاسنه على مسامع الحاضرين، مستغرقًا في الثناء على نفسه وبطولاتها وإنجازاتها، وهذه التصرفات إن لم تكن مبالغة وادِّعاء في كثير من الأحيان فهي على أهون وصف أنانية ونرجسية، وهذا مما لا يليق بمسلم قط لأن قلة الادعاءات تبعد عن صاحبها الحسد والمكر وتكسبه محبة واحترام خلطائه وجلسائه، وكما يقول ابن المقفَّع (رحمه الله): “وإن آنست من نفسك فضلًا فتحرَّج من أن تذكره، أو تبديه، واعلم أن ظهوره منك بذلك الوجه يقرِّر لك في قلوب الناس من العيب أكثر مما يقرِّر لك من الفضل”.
الفكرة من كتاب أخطاء في أدب المجالسة والمحادثة
للمجالس والمحادثات آداب وحدود وحقوق وواجبات قد يجهل معظمنا الكثير منها، هل فكرت يومًا في الجدوى من مشاركتك في نقاش أو مجلس ما؟
أم هل تساءلت مرة عن حدود الكلام التي لا ينبغي لك تجاوزها وأنت تتجاذب أطراف الحديث مع الآخرين؟ أين تجلس ومتى تسكت وكيف تكون مستمعًا جيدًا؟
في هذا الكتاب ستجد مجموعة من التوجيهات والضوابط والتحذيرات التي يمكن أن تساعدك على الاستزادة من الأدب والتحلِّي بالحلم والتخلُّق بالأخلاق القويمة في حديثك ومجلسك.
مؤلف كتاب أخطاء في أدب المجالسة والمحادثة
هو محمد بن إبراهيم بن أحمد الحمد، من مواليد مدينة الرياض، درس الابتدائية والمتوسط والثانوية في الرياض وتخرج في قسم اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والتحق بعدها بقسم العقيدة في الجامعة الإسلامية في أم درمان بالسودان، ثم حصل على الماجستير في كتاب “الإيمان بالقضاء والقدر”، والدكتوراه في كتاب “القصيدة التائية” لابن تيمية (رحمه الله).
ومن مؤلفاته العلمية:
التوبة وظيفة العمر.
مختصر عقيدة أهل السنة والجماعة.
الإيمان بالله.
لا إله إلا الله، معناها، أركانها، فضائلها، شروطها.